نجمة بين كتاب الرواية، كما أنها أصغر من حصلت على جائزة البوكر في التاريخ، غير أن الأديب الأشهر «أورهان باموق» خرج في العام 2010 ليؤكد للصحافة العلاقة التي تجمعهما، وأن كتابهما القادم سيكون كتابًا مشتركًا عن الرحلات. كيران ديساي، كاتبة وروائية هندية، تمر اليوم ذكرى ميلادها، فازت بجائزة بوكر الأدبية في العام 2006، وكان عمرها 35 عامًا، عن روايتها «ميراث الخسارة»، وهي ثاني رواية لها بعد روايتها الأولى «ضجة في بستان الجوافة». تتناول تلك الرواية موضوع الهجرة من بلدان العالم الثالث الفقير إلى الحلم الأمريكي الذي يخطف الأبصار بأنواره الباهرة وبريقه البارد، تعبّر "كيران ديساي" من خلال الرواية عن الأسى الذي يصبغ حياة المهاجرين الموسومة بالقلق واغتيال الحلم والخسران، وقد قالت "هيرميون لي" رئيسة لجنة التحكيم في جائزة البوكر للعام 2006 عن الرواية إنها بليغة الأثر بإنسانيتها وحكمتها، وكذلك برقتها وحنانها الهزلي وبعدها السياسي الناقد. الرواية حكاية قاض هندي يعود من إنجلترا إلى بيته في الهند لينعم بهدوء التقاعد، وتحضر حفيدته لتعيش معه ولتنسج خيوط أول قصة حب بينها وبين ابن الطباخ الذي يعمل في بيت جدها، ولكنه مثل كثير من شبان العالم الثالث يسيطر عليه حلم العمل في مطابخ مانهاتن الأمريكية، وبعد ذلك التهالك للحصول على تأشيرة لأرض الأحلام ومرورًا بإهانات لا حصر لها وازدراء من الهنود والأمريكيين وتشتت للهوية يعود حافياً بلا حقائب وعارياً، إلا من خسارته ويواجه أخيراً والده الطباخ الذي يفتح له الباب بوجه متورم من ضربات حذاء القاضي، وكأن أفراد شعوب العالم الثالث لا يحصدون إلا الخسارة سواء هاجروا إلى عواصم الحضارة أو انكفئوا على ذواتهم في أوطانهم. تقول ديساي: نحن الكتاب نحتاج للوحدة في بلاد كبلادنا، في الهند -وأظن في مصر نفس الشيء- يكفي أن تفتح النافذة لتتدفق إليك الحكايات، وكل ما تحتاجه هو الجرأة أن تغلق بابك في وجه هذه الحكايات، إن مفهوم الوحدة متسع وشاسع ربما تكون الأمة كلها في حالة من الوحدة والشعور بالاغتراب، في الهند مثلا هناك حالة من التعطش للآخر وفهمه والسفر إليه، هناك حالة عامة من الشعور بالاستبعاد للهند بأكملها وليس شعورا فرديا، هنا تتحول الوحدة لحالة عامة وليست هروبا مؤقتا.