في محاولة جديدة للتهرب من المفاوضات والتوقيع على التزامات إسرائيلية مع الجانب الفلسطيني، نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية مساء أمس الأول الاثنين أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يفكر بشكل جدي بإعادة الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء التفاوض مع المقاومة الفلسطينية لاستمرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة. وفي هذا الشأن شدد الدكتور بركات الفرا السفير الفلسطيني السابق في القاهرة على أن مصير غزة في يد أهلها لا نتنياهو ولا إسرائيل؛ لذلك على أهلها أن يحافظوا عليها، مؤكدًا أن محاولة التصريح بعدم إعادة الوفد الإسرائيلي للقاهرة ما هى إلا مزيد من الأدلة على أن إسرائيل ماضية في سياساتها الاستعمارية، حيث إنها لا تحاول الوصول إلى سلام وما زال التطرف مستمرًّا بشكل وحشي، وهى مصرة على احتلال فلسطين بالكامل، مشيرًا إلى أنه على المجتمع الدولي تحمل المسئولية تجاه سياسات إسرائيلن كما يجب ألا يبقى المجتمع الدولي مكتوف الأيدي تجاه ما يحدث. ولفت إلى أن "فلسطين هى الدولة الوحيدة التي ما زالت تحت الاحتلال في ظل توجه المجتمع الدولي نحو "داعش" من أجل مصالحه، والدول العربية منشغلة في قضاياها الداخلية، وبالتالي ما يجري في فلسطين يمر بردًا وسلامًا على إسرائيل، وهى المسئولة عما يجري في الوطن العربي من كارثة ليبيا إلى اليمين (الحوثين) والدمار المتسبب به داعش في العراق وسوريا. المنطقة العربية كلها مشغولة بمشاكلها الداخلية، وهذا كله يصب في مصلحة إسرائيل"، مشيراً إلى أنه يجب علينا معرفة من الذي يمول داعش. وتابع "الفرا" قائلاً "لمن يعمل ومن لا يعلم غزة هى قطاع مناضل وانطلقت منها الثورة، واستوعبت بعد حرب 48 أعباء النكبة والجزء الأكبر من النكبة. هذا القطاع الصغير المحدود الذي يوجد به كثافة سكانية ضخمة في ظل عدم وجود صحة ولا تعليم ولا بنية تحتية ومع ذلك هو صامد، ولا بد أن يكون هناك دولة فلسطينية وقطاع غزة هو جزء أساسي من الدولة الفلسطينية". ونوه بأنه لا بد من الاستفادة من الحرب الأخيرة، وطالب "الفرا" الرئيس الفلسطيني محمود عباس ب "تشكل لجنة تحقيق من ذوي الاختصاص من أجل معرفة كل ملابسات الحرب الأخيرة على غزة ومعرفة سبب وضع المقاومة في غزة لعدد من أبناء فتح تحت الإقامة الجبرية؛ حتى نستفيد منها في المستقبل في ظل أننا نتحدث عن حكومة وفاق". وقال الدكتور أسامة شعت كاتب ومحلل سياسي إن تصريح نتنياهو بشأن الوفد الإسرائيلي ما هو إلا مناورة من أجل تعزيز موقفه أمام الشارع الإسرائيلي؛ حيث إنه غير قادر على ذلك في ظل وجود ضمانات مصرية، مشيرًا إلى أن ما دعا نتنياهو للقيام بذلك هو تراجع شعبيته في الشارع الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة على غزة، لافتًا إلى أنه رغم ذلك هو الأقوى في الشارع الإسرائيلي، موضحًا أنه يشعر بقلق كبير على تراجع هذه الشعبية في أي انتخابات برلمانية قادمة، الأمر الذي جعله يناور من أجل التخفيف عن نفسه العبء. وكشف عن أنه من الممكن أن يماطل الوفد الإسرائيلي لأيام معدودة، إلا أنه سوف يحضر؛ حتى لا يظهر أمام العالم أن إسرائيل تتهرب من استحقاقات وقف إطلاق النار وأنها سبب في إفشال الهدنة الدائمة، موضحًا أن هذه التصريحات من أجل أن تضر الموقف الفلسطيني للتهرب من المفاوضات بشأن المطار والميناء، وأن هذه الأمور لن يتم التكلم فيها بالإضافة للممر الآمن من قبل الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن ما سوف يتم التباحث فيه هو القضايا الأقل ضررًا على إسرائيل مثل إدخال البضائع وتوسيع حركة الصيد. حيث لن يستطيع نتنياهو التوقيع على اتفاق يقضي بوجود مطار وميناء في غزة، الأمر الذي سيشكل فوضى في الشارع الإسرائيلي تجاه نتنياهو. وأضاف "شعت" أن مصير الهدنة الدائمة في غزة يرتبط بالجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن الجانب الإسرائيلي أولاً مرهون بالتجاذبات الداخلية للأحزاب من مؤيدين ورافضين، وثانيًا وقف إطلاق النار مرتبط بتعزيز الوحدة الوطنية في الجانب الفلسطيني، حيث إن هذا الأمر اختبار حقيقي للجانب الفلسطيني في هذه المرحلة، مضيفاً أنه في حالة توقيع نتنياهو على المطار وفتح المعابر، فسوف سيؤدي هذا به إلى خسارة كبيرة في الشارع الإسرائيلي. وأكد أيمن الرقب القيادي في حركة فتح أن نتنياهو يحاول الهروب من المفاوضات والخروج بأقل الخسائر في الحرب الأخيرة على غزة بعد امتلاك حركة حماس لزمام الأمور وقرار الحرب والسلم والمفاوضات. محذرًا من أن الاتفاق على الهدنة تم دون التوقيع عليه؛ مما يجعل نتنياهو قادرًا على المناورة تحت بند نزع سلاح المقاومة؛ للتهرب من أي التزامات محاولاً استغلال الخلافات الفلسطينية الداخلية.