يواجه العراق العديد من التحديات التي تستهدف وحدته ونسيجه الاجتماعي ومكوناته، ويظل الإرهاب والعنف الطائفي سرطانا ينخر في وحدة الشعب العراقي، ويلقي كل ذلك بثقله على عاتق رئيس الحكومة الجديد حيدر العبادي، فضلا عن تشكيل حكومة جديدة تمثل كافة الطوائف العرقية والدينية في البلاد. العبادي، شغل عدة مناصب سياسية، حيث تولى رئاسة لجان الاقتصاد والاستثمار وإعادة الإعمار، ثم اللجنة المالية في البرلمان، كما تولى منصب وزير الاتصالات في أول حكومة انتقالية بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وانتخب عضوا في البرلمان عام 2006، كما انتخب في يوليو الماضي نائبا أول لرئيس البرلمان، وأخيرا كلفه الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بتشكيل حكومة جديدة خلال مدة تنتهي بعد 30 يوما من صدور المرسوم الجمهوري بتكليفه، ليجد العبادي، نفسه أمام تحديات هائلة، أولها تشكيل حكومة وحدة وطنية، تمثل كل الطوائف السياسية والعرقية. بعض المصادر المقربة من العبادي، قالت إنه متفائل بالتوصل إلى تشكيل حكومة تتوفر فيها الوحدة الوطنية وتحظى بالمقبولية الواسعة، وتقوم على أساس الشراكة الوطنية، وأشارت إلى أن العبادي، قد يلاقي صعوبة في تحديد من يتولى حقيبتي وزارتي الدفاع والداخلية، ومن المتوقع أن يعطي مناصب مهمة لشخصيات من ائتلاف دولة القانون الذي يتولى قيادته المالكي، كما يتوقع أن يبقي العبادي، بعض الوزراء في مناصبهم. على الصعيد الداخلي ، يعاني العراق من أزمات كثيرة بينها فساد إداري واسع، ويواجه تحديات إعادة بناء المؤسسات العراقية بعد انتشار الفساد الذي نتج عن نظام فاشل، قام على المحاصصة والولاءات والشخصنة، بما في ذلك المؤسسة الأمنية، كما يقع على عاتق الحكومة الجديدة مسؤولية المصالحة الوطنية بعد أن ترسخت انقسامات دينية وعرقية، وأيضا المصالحة السياسية وإعادة الثقة بين الكتل السياسية التي تزعزعت كثيرا. وعلى الصعيد الخارجي، فإن على الحكومة الجديدة أن تهتم بالتصالح الإقليمي والتعاون الدولي، خاصة بعد الترحيب والتفاؤل العالمي بتكليف العبادي، برئاسة الحكومة على اعتبار أنه أقل استقطابا وميلا للطائفية، وبعدما عجزت حكومة المالكي، عن الخروج من قوقعة الطائفية، والانفتاح على المكونات العراقية الأخرى على مدى الثماني سنوات الماضية. يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه العبادي، بعد تشكيل الحكومة وهو استعادة الاستقرار الأمني ومواجهة تنظيم داعش، الذي يسيطر على مناطق واسعة في 5 محافظات عراقية، حيث تقع مواجهات يومية تؤدي إلى مقتل المئات ونزوح آلاف العوائل عن منازلها، الأمر الذي يتطلب سرعة إنقاذ الوضع الأمني هناك.