تعاني القارة السمراء خلال الفترة الراهنة من الانتشار الكثيف لفيروس إيبولا في دول غرب القارة، وتُعد هذه الفترة هي الأخطر والأكبر منذ بداية اكتشافه سنة 1976، في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون، وهي الدول الأكثر تأثرا بالفيروس حتى الآن، فضلا عن أنها من الدول الأفقر في العالم وتفتقد أبسط المستلزمات الطبية في القرى والمناطق النائية، مما يجعل السيطرة على انتشار الفيروس أمرا غاية في الصعوبة. فيروس إيبولا، يُعتبر مرضا معديا يصيب الإنسان وبعض أنواع القرود، وتسبب منذ اكتشافه في وفيات بين 25٪- 90٪ ممن أصيبوا به، والسبب الرئيسي لانتشار الفيروس في دول غرب إفريقيا هو بيع واستهلاك الحيوانات البرية مثل القرود والخفافيش والظباء والفئران، وبالرغم من علم سكان تلك المناطق بخطورة تداول تلك الحيوانات إلا أنهم يسافرون من المناطق المتضررة إلى مناطق أخرى في البلاد أقل تضررا من أجل شراء لحوم تلك الحيوانات البرية، ومثل هذا السلوك يعزز انتشار المرض، مما دعا السلطات الغينيه مؤخرا إلى حظر بيع واستهلاك تلك الحيوانات. وتعيش منطقة غرب إفريقيا حالة من الذعر والهلع من هذا المرض الذي أصبح وباء خارجا عن السيطرة، خاصة بعد أن سجلت سيراليون أكثر من 454 حالة مصابة بالمرض من 1093 حالة حقيقية في غرب إفريقيا، الأمر الذي دفع بعض الدول إلى إغلاق حدودها البرية، خوفا من وصول المرض إليها كالسنغال المجاورة لغينيا، حيث اعتبر المجتمع الدولي قرار إغلاق الحدود أمرا خطيرا، لأن قرار إغلاق الحدود من جانب أي بلد يفرض المزيد من المشاكل، حيث يجعل الناس يلجأون إلى استخدام نقطة مرور غير قانونية أو غير رسمية لن يتم رصدها مما سيعمل على تصعيد المشكلة. المجتمع الدولي رأى أن ما أقدمت عليه كينيا يُعد الحل الأمثل لمواجهة انتشار الفيروس، حيث أجرت الحكومة الكينية فحصا مكثفا في جميع نقاط الدخول إلى البلاد لمنع انتقال فيروس إيبولا إليها، خاصة وأن كينيا لا تستطيع تأمين هذه المسألة تماما بعد قرار الرئيس السابق جومو كينياتا، باستقبال 76 رحلة أسبوعيا من غرب إفريقيا، وأكدت الحكومة الكينية أن حظر الرحلات الجوية من البلدان المتضررة، ليس هو الحل على الإطلاق. واتجهت بعض البلدان المتضررة في إفريقيا من الفيروس مثل كينيا إلى حرق الجثث لمنع تفشي المرض بين العديد من السكان، حيث إن دفن الجثث لن يحمي السكان من المرض الذي ينتقل عن طريق السوائل واللمس وتغسيل الجثث ودفنها، مما أثار غضب الشعب هناك. منظمة الصحة العالمية، أطلقت مؤخرا حملة بقيمة 100 مليون دولار، كخطة لمكافحة الفيروس في الدول المتضررة بغرب إفريقيا، وأعلنت المنظمة أن حجم تفشي الإيبولا والتهديد المستمر الذي يشكله المرض في كل من غينيا وليبيريا وسيراليون بالتحديد يتطلب استجابة فورية بمستويات عالية، خاصة أن حجم التفشي المستمر للمرض في تلك الدول أصبح غير مسبوق مع ما يقرب من 1323 حالة اشتباه بإصابتهم بالفيروس، و729 حالة وفاة في غينيا وليبيريا وسيراليون منذ مارس عام 2014، مشيرة إلى أن الفيروس يحصد عشرات الأرواح يوميا في دول غرب إفريقيا.