كشفت الجريمة التى ارتكبها شرطي أمريكي بقتل أحد المواطنين من ذوي البشرة السمراء فى ولاية أوزوري عن العنصرية المتجذرة فى المجتمع الأمريكي والتي تحاول الإدارة الأمريكية دائماً إخفاءها. وقد ادعت الشرطة الأمريكية أن الشاب الأمريكي الأسود كان متهماً بسرقة علبة سجائر، وقد أفاد شهود عيان بأنه عندما تم توقيفه لم يقاوم بل استجاب ورفع يديه فقام الشرطي بقتله. وقد رصدت البديل آراء السياسيين حول الحادثة، فى دولة تدعي أنها حامية حقوق الإنسان فى العالم، وما هو رد فعل البيت الابيض ومنظمات حقوق الإنسان الأمريكية إذا ما كانت الجريمة وقعت فى دولة من دول العالم الثالث. يقول طارق سعيد-عضو الهيئة العليا بحزب الكرامة- لا يوجد مكان فى العالم مهما ادعى الليبرالية والتحرر يستطيع أن يمنع وقوع هذه الجرائم، والحادثة التى وقعت فى الولاياتالمتحدة، تثبت أن العنصرية ضد المواطنين من ذوي البشرة السوداء مازالت موجودة، وأن الحديث عن الديمقراطية والمساواة والعدالة هو حديث هش يسقط مع كل اختبار حقيقي، مشيراً إلى أن العالم به قدر كبير من العنصرية يجب أن يتخلص منها والحادثة البشعة التى حدثت فى ولاية أوزوري الأمريكية دليل على ذلك. وأضاف قائلاً:"دعنا نرى الأمر بمنظر هزلي قليلاً ونفترض أن الخارجية المصرية تندد بالجريمة الوحشية التى حدثت فى الولاياتالمتحدة، وأن الإدارة المصرية قلقة على مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان فى أمريكا، وتطالب بتحقيق فوري لمحاسبة من أخطأ، إذا افترضنا ذلك الافتراض بشكل هزلي فإن ما سيحدث إذا كانت الأمور معكوسة فإذا تمت مثل تلك الجريمة فإن الولاياتالمتحدة تتدخل فوراً وتعبر عن قلقها على مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن تلك المرة الأمر بداخل الولاياتالمتحدة، مضيفاً:على كل حال الأمر جريمة وحشية نستنكرها في أي مكان". من جانبه تساءل نبيل ذكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع، قائلاً:ما الجديد، فأمريكا دولة بوليسية من الطراز الأول، وأى كلام عن الديمقراطية والحرية هو حديث لا أساس له من الصحة، وعلينا أن نتذكر دائماً نموذج جوانتانامو وهو من أكثر المعتقلات وحشية فى العالم، كما أن هناك رجال قانون أمريكيين يقولون إن هناك الكثيرين من المعتقلين الأمريكيين لم يدانوا من الأساس، كما أن هناك الكثير ممن أنهى مدة عقوبته مازال بالداخل، كما يمكننا أن نتذكر ما فعلته الولاياتالمتحدة من جرائم وحشية فى سجن أبو غريب بالعراق، وقتلهم أيضاً لمليون عراقي في حربهم عام 2003. وأضاف"البيت الأبيض"عامل هوليلة" لأن مصر فضت اعتصاماً مسلحاً يضر بأمنها ومع ذلك، لا يتحدث عن الجرائم التى تحدث في بلده، قائلاً: "ولا ننتظر أن تدين المنظمات الحقوقية الممولة أمريكيا هذه الجريمة، فأمريكا دولة بوليسية باعتراف الكتاب الأمريكيين المحترمين أنفسهم". وقال أحمد الكيال-القيادي بجبهة الشباب الناصري- إن البيت الأبيض والحكومة الأمريكية ينتهزون أي فرصة للتدخل فى الشئون الداخلية للدول، ولو كانت تلك الجريمة حدثت فى أي دولة كنا سنجد البيت الأبيض يسارع بالتدخل السافر، ولكن عندما حدثت الجريمة على أرضهم التزموا الصمت، بل واتخذوا إجراءات قمعية ضد المتظاهرين هناك وفرضوا حالة الطوارئ وطبقوا حظر التجوال. وتابع:"أمريكا هي راعية الإرهاب، والعنصرية وكل الأشياء السيئة فى العالم، ولا نتعجب عندما نجد شرطيا أمريكيا فاسدا يقتل مواطناً لمجرد أن لونه لا يعجبه، والتاريخ الأمريكي يعج بمثل تلك الحوادث العنصرية".