في أغسطس الجاري قررت النيابة رسمياً إخلاء سبيل أحمد عز أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل ورئيس مجموعة شركات عز الصناعية الكبرى التي تعد أكبر منتج للحديد في الوطن العربي ,قرار الإحالة تضمن ارتكابه مخالفة صريحة للقانون رقم 3 لسنة 2005 بإلزام المتهم موزعي الحديد باستخدام كامل الحصة الشهرية المقررة وتوقيع الجزاءات في حال الإخلال بالأمر فيما يعد تطبيقاً عملياً لقانون الاحتكار في مصر ومن ثم فإن تبرئته وإخلاء سبيله بات أمراً غير مفهوم ,خاصة بعد سداد غرامة قدرها 152 مليون جنية وطلب تقسيط غرامة أخرى قدرها 100 مليون جنية كان قد سدد بعضاً منها على دفعات (لضيق ذات اليد!!) وإذا كانت محكمة جنح التهرب الضريبى قد برأته من تهمة التهرب من سداد مبلغ 10 ملايين 680 ألف جنية كضرائب مستحقة نظير تعاملاته التجارية بشركتيه عز الدخيلة وعز القابضة من أرباح بلغت 42 مليون و800 ألف منذ عام 2000 حتى 2010 فإن هذا يعني طبقاً للمستندات التي أحالته للتحقيق ,أن فعل التهرب قد حدث بالفعل على مدى 10سنوات كاملة من حكم المخلوع مبارك ,كما إن ممارسات الاحتكار لسلعة الحديد كانت تسير على قدم وساق بدليل الإرتفاع غير المسبوق لأسعار الحديد منذ 2005 حتى 2010 التي قفزت إلى ثمانية آلاف جنية للطن الواحد مما أدى لكساد في سوق العقارات وتوقف عمليات البناء ,فضلاً عن ارتفاع الوحدات السكنية بشكل ملحوظ فى ظل عنفوان عز بصولاته وجولاته داخل أروقه مجلس الشعب كي يحمي تجارته ومصالحه بسن القوانين التي تضمن غطاء شرعياً لممارساته الاحتكارية المتوحشة ,وإذا كان برئ من هذه التهم رغم المستندات والأرواق التي قدمت لإدانته فمن الذي جمع مابين الثروة والنفوذ والسلطة وحقق من خلال هذا المثلث المرعب أموالاً طائلة وأصبح لديه أذرع أخطبوطية تطال عنان السماء لتفسد في كل شبرمن أرض هذا الوطن وحقيقة الأمر أن المحاكمات التي ينتظرها الشعب المصري من أجل تحقيق العدالة باتت محاكمات هزلية بعد أن خيبت آمالهم في القصاص من رجال نهبوا مصر وخربوها وحولوها إلى عزبة تباع وتشترى للخونة والعملاء هم اليوم طلقاء ينعمون بالحرية بل ويحتفظون بما نهبوا من ثروات طائلة ,ويعيشون في قصورهم الوثيرة الفخيمة ويهربون من حر الشمس إلى منتجعاتهم السياحية التي استولوا عليها بقوانين السفاح مما أتاح الفرصة أمام الفاسدين لفرم المستندات وإخفاء أدلة جرائمهم وتستيف الأوراق التي تناسب قوانيهم ,فإذا كان الشعب المصري ,لايستطيع تحقيق أهداف ثورته التي على رأسها العدالة الإجتماعية بتطبيق العقاب على رؤوس الحزب الوطني الفاسد فليس أقل من مصادرة جميع ممتلكاتهم التي جمعوها بامتصاص دماء البسطاء وإلهاب ظهورهم بسياط الفقر والعبودية. لقد ارتكب الثوريون خطآن الأول حين قرروا ترك الميدان والعودة لمنازلهم ,والثاني حين رفضوا المحاكمات الثورية التي تقضي على رؤوس الفساد شأن الثورة الفرنسية وطالبوا بتطبيق القانون المدني فدفع الشعب المصري ثمن بحثه الدائم عن العدالتين الاجتماعية والقانونية بخروج عز من تهم تبدو أوضح من ضوء الشمس ومن قبله صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي ويبدو حبيب العادلي في طريقه للحاق بهم في المجتمع السياحي قبل انقضاء الصيف فقد ألقى خطبة عصماء أثناء الدفاع عن نفسه أمام قاضيه عن الابتلاء الذي منحه الله إياه وهو الورع التقي الذي يقرأ القرآن الكريم ويهتم بتزويد مكتبته الاسلامية التي أنشأها في بيته وأن سجنه بطره هو مزيد من الابتلاء يحمد الله عليه في هذه السن الكبيره في محاولة لدغدغة مشاعر الناس واستعطافهم تجاه رجل تناسى هو ومن يرجون لورعه أن مواقع الانترنت مازالت تنشر لحظات القبض عليه وتعرض بالصوت والصورة غرفة النوم الملحقة بمكتبته وما حوته من أردية حمام أحدهما حريمي بمبي والأخر رجالي أبيض !!وحدث ولاحرج عن المتعلقات الشخصية النسائية ,فضلاً فضائح خطف الزوجات من أزواجهن وما روته فنانة كبيرة عن زوجة ابنها بهذا الشأن. ما نعلمه أن مبادئ الإنسان لاتتجزأ ,فساد الأخلاق من فساد الذمم وانعدام الضمير وجرائم العادلي لاتتوقف عند حد قتل المتظاهرين في ميدان التحرير لكنها تمتد لما قبل 20عاماً من توليه مسئولية وزارة الداخلية حيث تشهد السجون وأقسام الشرطة على جرائمه ضد الإنسانية وحقوق المواطنين المنوط بحمايتهم فالسحل والتعذيب للمئات من القتلى مازالت دماؤهم تلطخ جدران أقسام الشرطة على يد رجاله بطول مصر وعرضها أمثال خالد سعيد وسيد بلال ومئات ممن امتهنت كرامتهم وعذبوا حتي الموت.قتل المواطنين الأبرياء في عهد الفاسد المخلوع هو الدليل المستقر في ضمائر المصريين بإلحاق عار دماء المتظاهرين الشهداء في رقبتهما حين سبقت جريمتهما الكبرى جرائم أخرى لا تقل خطورة طوال وجودهما على رأس السلطة . الشعب المصري يطالب بالقصاص العادل لعودة الحقوق لأصحابها فإما المحاكم الثورية للقضاء على رموز وذيول هذا النظام الفاسد وإما الأوراق التي تقدم أدلة دامغة لمساعدة القضاة في تحقيق العدالة حتى لانظل نتساءل مدى الحياة عمن قتل المتظاهرين ومن فقأ عيون المصريين ومن نهب وهرب الأموال للخارج ومن الذي باع الوطن بتراب الفلوس ومن ومن ومن؟.