يبدو أن بعض شيوخ السلفية خلعوا عباءة الحياء وباعوا ضمائرهم، مطلقين العنان لفتواهم المسمومة؛ لتأجيج الصرع بشأن مساندة فلسطين وما يحدث فى غزة. كان الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد أفتى بأنه لا ضرورة ولا واجب شرعي لفتح باب الجهاد في فلسطين ضد إسرائيل حاليّا، دعيا شباب المسلمين إلى تركيز جهودهم على الجهاد في سوريا لتحريرها من ظلم بشّار الأسد وطغيانه، على حد قوله. كما خرج علينا مسبقا الداعية السعودي، صالح الفوزان، ليحرم لعن إسرائيل؛ لأن "إسرائيل" هو اسم نبي الله يعقوب عليه السلام، مبيناً أن الأصح هو لعن اليهود، كما هاجم الشيخ محمد حسين يعقوب فى إحدى فتاواه حركة حماس وحملها المسئولية بالتسبب في مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على قطاع غزة. وصف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، هؤلاء الشيوخ ب"المجانين"، مطالبا بعدم ترديد أي فتاوي لهم حتى وإن كانت على سبيل الانتقاد. وأضاف كريمة أن الفتاوى جميعها "مسيسة" وتندرج تحت الأوامر القطرية والإسرائيلية والأمريكية، خاصة التى تحرم الجهاد في فلسطين ضد العدو الصهيونى، مشيرا إلى أن السلفيين ليسوا بفقهاء ولا علماء، ومن الضروري ألا نلتفت إلى أقوالهم الساخطة التى تجهض المقاومة المشروعة في فلسطين. من جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن فتاوى "القرضاوى" تصب في إطار تأييد "داعش" وفتح الطريق لها من أجل الدخول لسوريا، متابعا أن هذه التصريحات لا تهدف إلى المصلحة العامة بقدر ما تكون موجهة لتحقيق أغراض سياسية ومصالح لأطراف إقليمية مضادة لمصر، وعلى التوازي فيما يخص القضية الفلسطينية والتي يخدم أمريكا وإسرائيل في فتواه بعدم جواز الجهاد ضد إسرائيل. وأشار بدر الدين إلى أن فتاوى هؤلاء الشيوخ لا تتسم بالموضوعية، وموجهة لخدمة بعض الأطراف المعروفة، مؤكدا تشعل الاضطرابات الداخلية في أكثر من دولة عربية.