علقت وكالة "رويترز" الدولية على تعيين الصين لسفيرها السابق بكابول ونيودلهي كمبعوث لإبراز تفكير الصين فيما يمكن أن تفعله لأفغانستان. وتوضح أن الصين لا تسعى لدور قيادي في البلاد، لكنها تبحث عن شركاء إقليميين لدعم جهودها، ويسعون للبحث عن شريك بنيودلهي بعد أن رحبت حكومة "ناريندرا مودي" بمبادرات "شي جين بينج" في وقت مبكر لإقامة علاقات أوسع بين البلدين. والفرصة تتفتح أمام أفغانستان بينما اثنين من أكبر جيرانها بآسيا على أعتاب تعاون أوثق قد يساعد الدولة لتكون أكثر استقرارا. لكن من الواضح أن هناك بعض المشاكل في التعاون الصينيالهندي تجاه أفغانستان مثل اختلاف تصور كل منهما حول مسئولية باكستان ودورها في المأزق الحالي بأفغانستان، فالصين تظن أن قوات الأمن الباكستانية تحاول الاتفاق مع وحش داخل البلاد وله صلات خارجية، بينما تظن الهند أن الوحش باكستاني وهي مشكلتهم ليحلوها، وتضغط العلاقات الوثيقة بين الصينوباكستان على تقارب الصين من الهند، فتزيد مخاوف الهند من التعاون مع الصين بالإضافة لتعقيدها لنهج الصين تجاه أفغانستان. ومع ذلك فقد وجدت الثلاثة أطراف الصينوباكستانوالهند طريقة ما للعمل رغم هذه المخاوف، فقد كانت هناك العديد من المناقشات بين الصينوالهند على وجه الخصوص حول التعاون المستقبلي في أفغانستان. وهذا يبرز وضع تباين الآراء حول باكستان جانبا من أجل إخلاء المجال لتعاون أوثق وأوسع بين الهندوالصين نحو أفغانستان، خاصة مع اتفاق الطرفان أن الإرهاب في أفغانستان مشكلة تحتاج لحل، وقد يكون هذا من خلال تعزيز قوات الأمن الأفغانية. لكن هذا لا يعني أنهما سيرسلان قوات بل قد يساهمون في تدريب الأمن الأفغاني، ويكمن التعاون أيضا على التركيز في تطوير اقتصاد البلاد وبناء البنية التحتية للتكنوقراطية. وبالطبع ستكون نتائج هذا التعاون تدريجية، فلا ينوى أحد الطرفين أخذ ذمام المبادرة في أفغانستان بمفرده، بعدما شهدوا ما جرى بها العقود الماضية. وتختتم بأن كلا البلدين لهما المصلحة في إعادة بناء أفغانستان، ولديهما ما يكفي لإحداث فارق، وقد تكون أفغانستان نقطة البداية لتعاون آسيوي كبير.