بعد يومين من إصدار "ملحمة الفرقان" الذي تعلن فيه "أنصار بيت المقدس" تفاصيل عملية "أم الرشراش" الكبرى، نشر أحد الحسابات التابعة لما يسمى "جيش محمد" إصداراً مرئياً عن تفجيرات قصر الاتحادية بعنوان "للقصاص حياة"، وقام بإهدائه لجماعة "أجناد مصر". لم يحتوِ الفيديو على لقطات جديدة أو مختلفة عن الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الرسالة الأهم التي تضمنها الفيديو هو إثبات الصلة بين "أجناد مصر" وبين "جيش محمد" الموالي ل "جبهة النصرة" في سوريا، ومن ورائها تنظيم "القاعدة" العالمي. وفقاً لمصادر خاصة بالبديل، فإن "جيش محمد" المقاتل في سوريا يضم كثيراً من المصريين من تيار السلفية الجهادية وغيره من الإسلاميين الذين سافروا للمشاركة في الحرب منذ 2012. على غير المعتاد في إصدارات الجماعات المسلحة، تم نشر "للقصاص حياة" دون عناية بالإخراج وفنيات المونتاج. وقد يكون التوقيت وكأنه رد فعل سريع على فيديو "أنصار بيت المقدس"، ما يرجّح نظرية امتداد التنافس بين "داعش" و"القاعدة" إلى الداخل المصري. إذا صح هذا التحليل، فإن الجمهور الرئيس لهذه الإصدارات ليس الرأي العام بل شباب الإسلاميين الذين تداعبهم أفكار حمل السلاح، سواء لاستخدامه في الداخل أم في الخارج. تحاول كل جماعة أن تجتذب دائرة أوسع من المتعاطفين معها والمؤيدين لفكرها، سواء بالتوسع في تكفير الجيش والشرطة أو الترويج بأنها تقصر عملياتها على فئة محددة ضيقة منهما. وهو مؤشر على تصاعد الانضمام لهاتين الجماعتين في المستقبل القريب، أو إنشاء جماعات أخرى جديدة، في ظل انسداد الأفق السياسي لاحتواء العنف والجدية في مسار العدالة الإنتقالية.