أثار موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" من المبادرة المصرية غضب الكثير ممن يقفون في صف المقاومة، على رأسهم حركة حماس وبعض السياسيين العرب. ويرى خبراء سياسيون مصريون أن الحديث عن أية مبادرات غير مقبول، لأنه لا بديل عن المقاومة ضد العدو الصهيوني، خاصة أن المبادرة التي طرحها الرئيس المصري جاءت على حساب الشعب الفلسطيني، مشددين على أنه لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة. يقول محمد سيف الدولة، إن المبادرة المصرية في حقيقتها مبادرة مصرية صهيونية مشتركة، مشيرًا إلى أن الحديث عن أية مبادرة يجب أن يسبقه الحديث عن خارطة القوى وخارطة الصراع الحالي، حيث إننا الآن أمام مخطط مصري استهدف منذ ما عرف بخارطة الطريق استبدال العدو الصهيوني بالعدو الفلسطيني، وتم إدارة حملة إعلامية تطبيعية لشيطنة كل ما هو فلسطيني وتمهيد الطريق أمام العدوان الصهيوني الحالي. وأضاف «سيف الدولة» أن أية محاولة لنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، هي محاولات مصرية صهيونية مشتركة، تم التمهيد لها من خلال هدم الأنفاق التي لم يهدمها مبارك رغم أنه اشتهر بأنه «الكنز الإستراتيجي للصهيونيين»، مع غلق المعبر في نفس الوقت. وشدد على أن أي حديث عن مبادرة لوقف إطلاق النار، على أساس من المساواة بين الطرفين، حديث خاطيء، مشيرا الى أن دليله على أن المبادرة المصرية هي مبادرة مصرية صهيونية مشتركة إعلان جيش الاحتلال أنه لن يقبل وسيطا آخر غير الوسيط المصري، فالعدو الصهيوني يعد مصر أفضل طرف يعبر عن مصالحه. ونوه إلى عدة ملحوظات حول تفاصيل المبادرة، منها أن رجال المقاومة المناضلين على أرضهم المحتلة رفضوها بينما قبلها الرئيس الفلسطيني أبو مازن. والملاحظة الثانية أن الفلسطينيين في غزة لم يعد بإمكانهم الصبر على الحصار الذي فرض عليهم منذ عام 2007، واستنفذوا كل الطرق لكسر هذا الحصار، خاصة بعد إغلاق المشير السيسي معبر رفح الذي كانت تقدم للفلسطينيين بعض التسهيلات من خلاله، لتصبح بذلك حياتهم بائسة، ولم يعد بالتالي أمامهم إلا المقاومة والقتال حتى ينالوا الخلاص بالتحرر أو بالشهادة. وأشار «سيف الدولة» إلى أن لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس محمود عباس، والاتفاق على المطالبة بفتح المعابر دون التطرق لفتح معبر رفح أمر غريب وغير واضح، موضحًا أن موقف حماس والجهاد وكل فصائل المقاومة من المبادرة المصرية موقف صحيح على مسار المصلحة الفلسطينية، لأنه في هذا الوقت لا بد بالفعل ألا يعلو صوت فوق صوت المقاومة. ويرى الدكتور محمود الربيعي – أستاذ قسم الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية، أن الخيار أمام مصر الآن إما إعادة النظر في المبادرة وتعديل بنودها، أو الانسحاب تماما من دور الوساطة. وأشار إلى أن الوفاق بين «حماس» و«فتح» مهدد طوال الوقت، خاصة بعد رفض حماس المبادرة، وقبول فتح لها. وأوضح أن موقف «أبو مازن» بقبول المبادرة المصرية، ربما وراءه ضغط فلسطيني، أو ربما رؤية خاصة من قبل الرئيس الفلسطيني نفسه بأن رفض المبادرة يضعف من ثقله السياسي.