اعتاد الشعب الفلسطيني هجمات قوات الاحتلال الصهيوني منذ سنوات، التي لا يملك ردا إزاءها سوى ب «الحجارة»، أو الصواريخ محلية الصنع التي تملكها جماعات وفصائل المقاومة الصغيرة، حتى وصف الجميع المقاومة الفلسطنية ب «العبيثة»، لتفاوت قدرات القوة بين تطور سلاح المعتدي، وبدائية دفاعات المقاوم. رغم ميل ميزان القوة باتجاه الكيان الصهيوني المحتل، فإن المقاومة الفلسطينية، المدافعة عن أرضها وحياتها رفضا الصمت في مواجهة ما ترتكبه عصابات الكيان الصهيوني في حق شعب دولة فلسطين من جرائم، وقررت أخيرا الرد بصواريخ من هذه النوعية المتطورة التى يتعامل بها الكيان المغتصب. وأعلنت «كتائب القسام»، خلال الأيام القليلة الماضية، مسئوليتها عن إطلاق رشقات عديدة على مدينتي أسدود وأشكول الواقعتين إلى الشمال من قطاع غزة المحتل، وأنها نجحت في استهداف عدد من جنود جيش الاحتلال. كما أعلنت «كتائب المجاهدين – الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية» مسئوليتها عن استهداف غرفة عمليات موقع «ملكة» بصاروخ سعير وإصابتها إصابة مباشرة أدت إلى تدمير الغرفة بالكامل. هذا التصعيد النوعي في وسائل دفاعات المقاومة الفلسطنية، لم يكن سوى الخيار الإستراتيجي للدفاع عن الحقوق ولتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، وحول هذا التطوير في سلاح المقاومة قال واصف العريقات – الخبير والمحلل العسكري، لقد ظهر التخبط والارتباك والفشل لدى العدو الصهيوني منذ بدأت هذه الطفرة في صواريخ المقاومة في غزة، مشيرًا إلى أن الممارسات العدوانية التى يقوم بها الكيان المغتصب التي تستهدف مدنيين لا بد من الرد عليها بالمثل. وتابع «العريقات»: إن المقاومة نجحت في توحيد الجبهة في مواجهة العدو، وتحديد أهدافها عند قصف المستوطنات بدقة وانتقائية عاليتين، لافتا إلى أن المقاومة حتى الآن تحافظ على قوة الردع وتتعامل مع التصعيد بحذر وتدير المعركة بحكمة عالية. وأضاف أن الصواريخ المستخدمة حاليًا هي صواريخ مطورة محليا، ويصل مداها إلى 100 كم وتعرف ب «ار 160» وصواريخ أخرى إيرانية يصل مداها إلى 80 كم. وقال اللواء طه زكي – الخبير العسكري، إن الأسلحة التى تستخدمها المقاومة الفلسطنية في الوقت الحالي أسلحة متقدمة مقارنة بالأسلحة التى كانت تستخدمها من قبل، رغم أنها ما زالت تصنف كأسلحة ضعيفة مقارنة بالأسلحة التى يسخدمها جيش الاحتلال الصهيوني. وأضاف «زكي» أن المقاومة الفلسطينية بدأت تتحرك في اتجاه الكيان الصهيوني، لكن إمكانية تطوير أسلحتها كي توازي أو تفوق سلاح العدو الصهيوني، تحتاج إلى دعم ومساندة من الجميع. أما علاء عز الدين – الخبير العسكرى والإستراتيجى، ومدير مركز الدراسات للقوات المسلحة سابق، فقال إن «حماس» كحركة مقاومة ضد العدو الصهيوني تحاول أن تنتهج نهج حزب الله الذى كان سببا فى تهجير سكان شمال المستوطنات اليهودية فى حرب لبنان عام 2006، وحماس نجحت فى إجراء تطوير نوعى فى الأسلحة التى تستخدمها. وتابع «عز الدين»: الاختلاف هنا يكمن فى أن العدو الصهيوني لم يعتد وصول صواريخ إلى تل أبيب، ولم يجد العدو نفسه مفرا من الاعتراف بسقوط 225 صاروخا حتى الآن داخل أراضيه التي يحتلها، الأمر الذي من شأنه أن يعود بأثر إيجابي يتمثل في أن العدو المحتل لن يستطيع تكرار هجماته مرة أخرى قبل أن يتأكد من عدم امتلاك المقاومة الفلسطينية مثل هذه الصواريخ، وهذا التأكد ربما يكون من العسير بالنسبة إلى العدو الصهيوني.