صحيفة «هآرتس» نشرت في عددها الصادر أول أمس الثلاثاء أهم الكلمات والرسائل الواردة إلى «مؤتمر إسرائيل للسلام» الذي نظمته الصحيفة في تل أبيب ،إلا كانت كلمات الامير تركي الفيصل اثارت جدلاً في ظل الغارات الإسرائلية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة. وأكد الفيصل أن اليد ما زالت ممدودة للسلام مع إسرائيل، بناءً على مبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله يوم كان ولياً للعهد، وتبنّتها الجامعة العربية عام 2002، مشيراً إلى أنها صيغة عادلة وشاملة للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ لا يوجد حلّ عسكري قادر على منح دول المنطقة السلام والأمن اللذين تطمح إليهما، بحسب ما نقلت صخيفة الاخبار اللبنانية. وأعرب الفيصل عن أسفه لأن «أياً من الحكومات الإسرائيلية لم تتجاوب مع مبادرة السلام العربية التي ما زلنا حتى الآن مصرّون عليها ومتمسكون بها، وما زالت على الطاولة أقوى مما كانت عليه». وتابع الفيصل في مقاله الذي كتبه بمناسبة "المؤتمر الإسرائيلي للسلام" الذي يبدأ أعماله قريبا وتنظمه صحيفة "هآرتس": "الآن هو الوقت المناسب لفرض السلام الذي يتمناه جميع الناس، أهل النيات الحسنة، أكثر من أي وقت مضى". واعتبر أنه "لا يمكن للحل العسكري أن يمنح دول المنطقة السلام والأمن اللذين ينشدونهما جميعاً"، منوها إلى أن "مبادرة السلام العربية ما تزال توفر إطاراً للسلام، وصيغة للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الإسرائيلي، ليس مع الفلسطينيين فقط، بل مع العالم العربي كله أيضاً". وبرز التودد في مقال الأمير الذي عمل رئيساً للاستخبارات العامة في السعودية تجاه الإسرائيليين، إذ ورد في مقاله أنه يرغب بزيارة المتحف الإسرائيلي "ياد فاشيم" وحائط المبكى، كما أنه زار متحف المحرقة في واشنطن. وأشار الفيصل في مقاله الذي نشر بالطبعة الإنجليزية، إلى سروره وفرحه حال تمكنه من "توجيه الدعوة للفلسطينيين والإسرائيليين الذين قد ألتقي بهم أيضا، للمجيء وزيارتي في الرياض، حيث بمقدورهم زيارة موطن أجدادي في الدرعية، الذي عانى على يدي إبراهيم باشا ذات المصير الذي عانت منه القدس على يد نبوخذ نصر والرومان". ولفت إلى الفوائد والإيجابيات التي ستجنيها الشعوب العربية والشعب الإسرائيلي من "تطور التجارة والطب والعلوم والفنون والثقافة" داعيا إلى تخيل ذلك. وأبدى الفيصل الذي عمل سفيراً للمملكة العربية السعودية لدى المملكة المتحدة وأيرلندا والولايات المتحدة، عن أمله في حضور"المؤتمر الإسرائيلي للسلام" قائلا: "أتطلع إلى اليوم الذي أتمكن فيه من حضور مثل هذا المؤتمر، بل وأتطلع حقا إلى العمل مع أولئك الإسرائيليين الذين سيأتون قادمين إلى الرياض للمشاركة في مؤتمرات حول كيفية العمل معاً لمعالجة عدد من المشكلات الملحة الأخرى التي تشكل تحدياً لنا في المنطقة وحلّها".