تأهل المنتخب الهولندي بمعاناة كبيرة إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم، بعدما تخطى المفاجأة الكبرى للبطولة كوستاريكا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، لتصعد الطواحين لنصف النهائي الخامس في تاريخها وتضرب موعدا مرتقبا مع راقصي التانجو في صراع متجدد بين المدرستين الكبيرتين. المباراة برغم وصولها لركلات الترجيح إلا أن هولندا كانت قادرة على التأهل منذ الوقت الأصلي ولكن تألق الحارس نافاس والحظ العاثر عطّل هذا التأهل لركلات الترجيح، ولكنها ابتسمت في النهاية لمن كان أكثر إجادة. الشوط الأول كان الهولنديون فيه أوفياء لعاداتهم ولم يقدموا الكثير ولعبوا بحذر خوفا من مفاجأة كوستاريكية مؤلمة. أما كوستاريكا فلعبت في حدود إمكانياتها بالدفاع المحكم ومحاولة خطف هجمات مرتدة تؤرق بها الحارس سيليسين. وبرغم الدفاع المغلق لكوستاريكا إلا أن هولندا نجحت في تخطيه عدة مرات ولكنها وجدت بعد ذلك الحارس العملاق نافاس الذي تكفل بإبقاء النتيجة سلبية. أصعب ما أنقذه نافاس كان انفراد من فان بيرسي وتسديدة من شنايدر، أما الأصعب فكانت من شنايدر أيضا من ركلة حرة رائعة أزاحها نافاس من المقص الأيسر. كوستاريكا ومع الدفاع المستميت كان لها خطورة أيضا أبرزها من ركلة حرة أنقذها المدافع برونو مارتينز من على خط المرمى. الشوط الثاني ازدادت فيه الإثارة والحماس، بعد أن كثفت هولندا أكثر من ضغطها وأصرت كوستاريكا أكثر على الصمود. الحارس نافاس مرة أخرى كان البطل وتصدى لمجموعة من الفرص المحققة، ولكنه لم يكن وحده في هذا المضمار، فشاركه التألق القائم والعارضة لحرمان أو تأجيل تأهل هولندا لأطول فترة ممكنة. هولندا أبدت رغبة حقيقية في الفوز ووضع شنايدر ركلة حرة مذهلة عادت من القائم، وأضاع فان بيرسي المتواضع ثلاثة فرص مؤكدة للتسجيل، كان أبرزها كرة داخل الستة ياردات ولكن المدافع تيخيدا والعارضة أوقفوها. لم تنطلق كوستاريكا للهجوم على الإطلاق باستثناء مرتدة وحيدة لكامبل قبل خروجه تعرض خلالها لدفع من مارتينز وأكدت الإعادة التلفزيونية أنه دفع بالفعل وتغاضى الحكم الأوزبكي المميز رافشان إيرماتوف عن ركلة جزاء مستحقة للتيكوس. لم يتغير الوضع في الأوقات الإضافية وتوالت المحاولات الهولندية والصمود الكوستاريكي، ليضطر الفريقان بعد ذلك للجوء لآخر الحلول وهو ركلات الترجيح. فان جال كان له بصمة في تلك الضربات أيضا بإشراك الحارس البديل كرول بدلا من الأساسي سيليسين، وكان له الكلمة العليا بعدما تمكن من التصدي لركلتي من لاعبي كوستاريكا رويز وأومينيا، ليقود فريقه لبلوغ المربع الذهبي بنتيجة 4-3.