تعلقت أرواح المرضي الفقراء من المصريين بالدكتور عبد العاطي، صدقوا الدكتور أو اللواء أو أي رتبة أخري خلعها عبد العاطي علي نفسه أو البسها له آخرون، قال عبد العاطي أنه توصل إلى جهاز يشخص مرض فيروس سي، ثم عرفنا أن الجهاز موجود من قبل عبد العاطي ومعروف لدي المتخصصين ولا صلة لعبد العاطي به، وقال عبد العاطي انه توصل الي علاج للمرض وصدقه الناس، ولأن التوصل لعلاج المرض لا يتم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي وبطريقة أقرب الي الهزل منها الي الجد والعلم فقد كان عبد العاطي مادة خصبة للسخرية التي لم تطاله وحده وإنما طالت المؤسسة العسكرية كلها. وحتي تجد المؤسسة العسكرية مخرجا جادا لملهاة عبد العاطي شكلت لجنة طبية من العسكريين والمدنيين المتخصصين وأعلنت أن نهاية شهر يونيو موعدا للإعلان عن العلاج باكتشاف عبد العاطي، وانتظر الناس، لا أقول هنا كل الناس، أو كل المرضى، وإنما الفقراء والبسطاء الذين ألقت بهم بلادهم التعيسة ليكونوا نهبا للفقر والمرض والجهل، والذين يجوبون القري والنجوع بحثا عن وصفة عند دجال أو مشعوذ أو مجنون، والذين يتعلقون بقشة وتعلقوا بعبد العاطي وكلامه الذي لا يستحق إلا المحاكمة عليه، أما المتعلمون والمالكون لقدر من الوعي والعلم فعرفوا منذ البداية القصة الفاشلة ولم ينتظروا مع المنتظرين. واجتمعت اللجنة مرات عديدة ولم نسمع منها شيئا، وأعلن عن موعد مؤتمر صحفي، وأنا أكتب هذا المقال قبل المؤتمر الصحفي ولا أعرف ماسيقوله عبد العاطي واللجنة فيه، ولا انتظر أن ترمي الحداة كتاكيت، ولا أنتظر أن يصعد الجمل الي النخلة ولا أعيش في عصر المعجزات، فالمعجزة الوحيدة هي العلم الذي يعرفه الجالسون في المعامل والمبتكرون والمبدعون وكل من آمن بمقدرة الإنسان علي الرقي والنهوض عن طريق العقل وبالعلم وليس عن طريق المؤتمرات الصحفية واستغلال أمراض الناس وجهلهم. الحل الوحيد الآن هو محاكمة عبد العاطي، ومن وراء عبد العاطي ومن دفع به، اكتشفوا كل الحقائق للناس، قولوا للناس من هو عبد العاطي، هل هو لديه رتبة عسكرية حقيقية، أم رتبة شرفية، ومن منحه هذه الرتبة، ومن هو فريقه، ومن وراء عبد العاطي، وهل الحكاية فيها اختراق؟ أسئلة كثيرة مازالت دون أجوبة، والإجابات هي السبيل الوحيد لمغفرة هذا الجرم الذي يصل بصاحبه الي حبل المشنقة ، قولوا الحقيقة يرحمكم الله.