هى واحدة من أقدم محطات السكة الحديد بمصر، والتى تم إنشاؤها عام 1874، وأنشئت على أحدث طراز معمارى آنذاك، ومنذ ذلك التاريخ لم يطرأ عليها أى تطوير أو تحديث سوى أثناء زيارة الملك فؤاد الأول لدمنهور عام1930؛ لافتتاح مبنى البلدية وأوبرا دمنهور ومبنى الإسعاف، ثم زارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى زيارة تاريخية لا تزال تفاصيلها عالقة فى أذهان أهالى المدينة. والآن تشهد المحطة العريقة تردِّيًا فى أوضاعها بشكل لافت، وسط تجاهل صارخ من مسؤلى الهيئة العامة للسكة الحديد، وتحولت محطة قطار دمنهور إلى مأوى للخارجين على القانون ومرتعًا للأفعال غير الأخلاقية وتعاطى المخدرات، خاصة وأنها تحتوى على حديقة شاسعة تحولت إلى مصدر للثعالب والقوارض. يقول محمد عمارة من أهالى دمنهور محطة السكة الحديد هى عنوان أى مدينة، وللأسف المحطة عنوان سيئ جدًّا بما فيها من إهمال وتهالك فى المبانى، وتساءل عمارة "هل يعقل أن تكون هناك محطة بدون دورة مياه؛ مما يضطر المواطنين لإفساد الحديقة؟!". وأعربت نهلة محمد (طالبة بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية) عن رعبها لانتشار الخارجين على القانون بالمحطة، وقالت إنها تستخدم القطار بشكل يومى، وقد تضطر أحيانًا للعودة متأخرة؛ لتجد الظلام يحيط بأركانها، وتبدو الحديقة وكأنها غابة؛ مما يضطر والدها لانتظارها مساء كل يوم على سلم المحطة. وأشار عمر الشيخ (62 سنة) إلى أن محطة دمنهور هى الوحيدة فى مصر التى ينزل لها الراكب حوالى 40 درجة سلم، فهى على مستوى منخفض جدًّا عن مستوى المدينة، وهو ما يمثل صعوبة بالغة لكبار السن. فيما أكد هشام الحداد (بائع بمحطة دمنهور) أنهم يسمعون من عشرين سنة عن تطوير المحطة وإعادة إعمارها، ولكن كل ما حدث هو تطوير شباك التذاكر، وتركوا المحطة دون أى اهتمام. حاولت "البديل" التواصل مع مسئولى المحطة، ولكنهم رفضوا الحديث؛ بدعوى أن هذا شأن يخص إدارة الهيئة بالقاهرة ورئيس مجلس الإدارة!! من جانبه صرح اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة أنه تم تشكيل لجنة من الوحدة المحلية بدمنهور والإسكان ومشروع تطوير المحافظة ومدير الطرق ومشروع الرصف الإنتاجى والسكة الحديد بدمنهور؛ لإعداد دراسة وخطة لتطوير المحطة من الداخل والخارج، وذلك فى رفع المستوى المعماري والجمالي لها؛ باعتبارها أحد أهم مظاهر المحافظة.