اللجان خالية.. الناس مقاطعة، لا توجد طوابير، حملة السيسي فشلت، الناس محبطة، مفيش بشرة خير، ولا تسلم الأيادي، الشباب.. الشباب، علشان تعرفوا!! ، حالة فزع وهلوسة صدرها لنا إعلام رجال الأعمال في يوم الانتخابات الأول، استطاع إعلام الفلوس أن يدير الهلوسة بأكبر قدر من الكفاءة والحسابات، صحيح لا ننسي ولا يجب أبدا أن ننسي الدور الكبير الذي قام به الإعلام في خلع الأهل والعشيرة وكشف تفاصيل جريمة سرقة دولة، ولكن الصحيح أيضاً أن ما فعله الإعلام في يوم الانتخابات الأول كان وظيفة موجهة ورسالة أراد لها راسماليون كبار أن تصل، رسالة لوي ذراع المشير الذي سيتوج رئيساً لمصر بعد ايام قليلة، رسالة رد علي مادار في لقاء المشير مع الرأسماليين، أقول رسالة ردوا بها عليه ولكن وهذا هو السؤال الأهم، ماذا دار في لقاء المشير بالرأسماليين الكبار؟ ماهي الإشارات التي باعدت بينهم وبينه؟ هل قالوا له: نحن سنكون سندك، فقال: أنتم أخذتم من خير هذه البلد الكثير، وجاء وقت الرد، هل قالوا: استثمارتنا تسد عين الشمس،هل قال: أين هي؟ أين مصانعكم؟ إذا كنتم رجال صناعة فأين هي؟،هل قالوا له سندعمك فقال: لا أريد دعما لي ولكن أريد دعما لمصر،هل قالوا له نحن دفعنا كثيرا ومولنا مؤتمرات تؤيد اختيارك رئيساً لمصر، هل رد عليهم: أنا لست مديونا بفواتير لأي منكم، هل قال لهم: إذا كنتم تريدون أن تأخذوا فلا تأتوا الي، لأني أريد أن آخذ منكم لهذا البلد التي أخذتم منه الكثير، هل حدثهم عن الأراضي التي استولوا عليها، هل حدثهم عن الاحتكارات التي كانت لهم، هل أشار الي إمكانية كسر الاحتكار بالاستيراد ووقف حالهم ، هل كانوا يعلمون أن لديه الأرقام والمعلومات؟ هل خرجوا من اللقاء في كدر وقلق من ساكن الاتحادية الجديد؟ هل اتفقوا فيما بينهم علي رسالة لوي الذراع وبث الرعب من اللجان الخالية، هل تواصلت هواتفهم وأغلقت أبواب اجتماعاتهم وقرروا بث رسالة بعلم الوصول تقول نحن هنا، وتقول لدينا أوراق القوة، وتقول أننا نستطيع أن نكدر، ونبث الهلع والذعر وفي كل الأوقات لدينا أدوات، وبدأت الهلوسة، وصار الجميع منفذين جيدين كما طلب منهم ووصلت الرسالة وارتبك المصريون، وبعد الارتباك جاء الاطمئنان وبعد ساعات الريبة والحيرة جاء اليقين، وبعد الشدة جاء الفرج، واكتشفنا أن اللجان الخالية كانت هلوسة، واكتشفنا أن الكاميرات ذهبت فقط الي لجان بعينها وابتعدت عن لجان ازدحمت بالآلاف، اكتشفنا أننا أمام انتخابات نظيفة ليس فيها رشوة ولا شراء أصوات ولا جنة ونار، كان فيها فقط مشهد هزيل للرأسمال الذي اعتقد أنه يلوي ذراع الرئيس، فجاءت الحقيقة ناصعة، جاء بها المصريون بالملايين للرئيس الجديد، وكأنه بهم أي بالملايين يقول الآن: رسالتكم ردت إليكم، ويا أهلا بالمعارك، معارك بناء الوطن.