بنفس الرصاص و قنابل الغاز و بنفس الوجوه البليدة والأيادي القذرة في الشرطة والإعلام والصحافة تسيل دماء المصريين الآن في الشوارع . وبنفس أساليب وأكاذيب كلاب ” مبارك ” المتخمة بالمال والامتيازات الحرام يحاولون الآن إجهاض الانتفاضة الثانية في ثورة 2011 . كذبوا فقالوا أن حكومة ” شرف ” عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الفاسد المفسد هي حكومة الثورة و ميدان التحرير.و كذبوا عندما قالوا بأن المجلس العسكري الذي عينه ” مبارك ” و سلمه السلطة في 11 فبراير أمين على الثورة ومنحاز لها . نحو عشرة أشهر كاملة تتعثر فيها البلاد في ظلام فاشية عسكرية، تحمي كل القتلة ولصوص المال العام وتبقي نفس العصابة في كل مؤسسة كي تحول بين الناس والنور. ولأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وتغرى بالحماقة . ولأنهم أغبياء أغبياء فقد ظنوا أن اللحظة مواتية لهجوم شامل للثورة المضادة . وهكذا بدأوا في جرجرة مثقفي هذا البلد بعد ما يزيد على عشرة آلاف من مواطنيه المدنيين البسطاء الأبرياء إلى المحاكم العسكرية .وهكذا بدأوا في تكميم أفواه الصحفيين المهنيين الشرفاء. وعادت آلة قمع الأمن المركزي ومعها جهاز أمن الدولة ( أسموه على سبيل التمويه الأمن الوطني ) بعد أن التقطت أنفاسها من شر هزيمة في 28 يناير على أيدي الثوار. وهكذا تمطع لصوص المال العام الكبار في الحياتين العسكرية والمدنية ليسرعوا من معدلات النهب، و يمارسوا أقصى درجات الصفاقة والحماقة. وهكذا أعيد كافة رموز الحزب الوطني الفاسد المفسد وخدم مبارك الابن في ” لجنة السياسات” المشئومة إلى الواجهة في الإعلام والسياسة والاقتصاد .و جرى السماح لكل الفلول وفلول الفلول بخوض أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير . هذه لحظة فارقة في تاريخ الثورة والوطن . إما أن يجهز الشعب على نظام مبارك المستبد الفاسد بما في ذلك جنرالاته من محترفي العمولات والمتلاعبين بالميزانيات السرية وسجاني الشعب وحماة المفسدين .وإما أن تنجز الثورة الآن الآن مهمة استلام مدنيين محترمين للسلطة وتقدم رجال نظام “مبارك” إلى محاكمات ثورية، وإما على البلد السلام . يطالبون بحصانة دستورية لحماية الفساد داخل المؤسسة العسكرية ويطالبون بوصاية الجنرالات على السياسة والحكم والحياة المدنية . هذا زمان ولى .. ولن يعود. ومن يطارد العمال الشرفاء في المصانع و يمنعنا اليوم من العمل والنشر في إعلامنا وصحفنا ( إعلام م وصحف الشعب )لا يستطيع منعنا من النزول إلى الشارع والكتابة . ليحزم هؤلاء الحمقى أمتعتهم و يهربوا الأموال المنهوبة إلى الخارج . فلحظة الحقيقة تقترب . والإعلاميون و الصحفيون المنحازون لشعبهم ليسوا أقل من بقية أبنائه استعدادا للتضحية بالدم والنفس حتى تشرق على مصر شمس الحرية . ولن يستمروا يحكمون وينهبون ويفسدون بدمائنا. وسننتصر حتما على سجانينا . كارم يحيى في 20 نوفمبر 2011 صحفي بالأهرام أفضل حظا من زملاء مهنة أصيبوا برصاص شرطة “مبارك” السبت 19 نوفمبر 2011 .فقد اكتفوا بإبلاغه قبلها بيومين فقط بالعودة إلى منعه من الكتابة .