اعتادت الحركات السياسية، منذ سنوات، إحياء ذكرى نكبة 1948 التي احتل فيها الكيان الصهيوني فلسطين. في الخامس عشر من مايو، في إشارة إلى أن الاعتراف بالنكبة وذكراها لن يثبط الهمم عن استرداد الحق الفلسطيني. وخلال سنوات سابقة، تمثل إحياء الذكرى في عدد من الفعاليات التي كانت تتم أمام سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة، حيث تتواجد مظاهرات ترفع شعار «لن ننساكي يا فلسطين»، مرددة هتافات موجهة للعدو الصهيوني أنه مهما طال الزمن فلن تموت قضية فلسطين العربية. ورغم أهمية القضية الفلسطينية ومكانتها لدى مصر والعرب، ورغم ما تضطلع به مصر من دور عبر حوالي سبعين عامًا، فإن الأحداث الداخلية التي تعيشها مصر حاليا شغلت شباب الحركات الثورية للمرة الأولى عن فعاليات إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، لاسيما مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية في نهايات الشهر الجاري، والمظاهرات المطالبة بإلغاء قانون التظاهر. يقول محمد كمال – نائب المكتب الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل، إن فعاليات ذكرى نكبة 1948 غابت هذا العام بسبب انشغالنا بالتحضير لفعاليات إسقاط قانون التظاهر والإفراج عن المعتقلين، وكذلك لاقترابنا من إجراء الانتخابات الرئاسية يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من مايو الجاري. وأضاف محمود عزت - عضو المكتب السياسي للاشتراكيين الثوريين، أنه لا يمكن تحقيق الاستقلال الوطني بغير إسقاط «كامب ديفيد» التي تعد سيفا على رقاب الفلسطينيين، مؤكدا أن تحرير القدس يبدأ من القاهرة، ولذلك فإننا نسعى للضغط على الرئيس المصري القادم من أجل إسقاط «كامب ديفيد». أما محمد صلاح – المتحدث الإعلامي باسم حركة «شباب من أجل العدالة والحرية»، إن الحركة اعتادت مشاركة الحركات الشبابية التجهيز والتحضير لذكرى النكبة في كل عام، سواء بفعاليات أمام سفارة الكيان الصهيوني، أو من خلال تنظيم قوافل طبية إلى غزة. ولكن الزحام السياسي بالقضايا المطروحة على الساحة وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية وقانون التظاهر، شغل الجميع هذا العام بالشأن الداخلي الذي يجب أن يستقر ليسهم بفعالية في القضية الفلسطينية.