هو أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، حيث كان ضمن أفراد الكتيبة المكلفة بإزالة علم الكيان الصهيوني ورفع العلم المصري على أرض سيناء.. إنه اللواء أركان حرب نبيل أبو النجا، الذي التقت به «البديل» في الحوار التالي بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لتحرير سيناء.. كيف ترى سيناء بعد 32 من تحريرها؟ ما يحدث في سيناء حاليا نتاج إهمالها من قبل المسئولين. والجيش المصري يخوض حاليا حربا ضارية على أرض سيناء ضد الإرهاب، وأعتقد أن هناك مساعدة من جانب أهالي سيناء الأبطال الذين ضحوا علي مر السنين من أجل الحفاظ علي أرض سيناء. وأتمنى أن تتغير نظرة الدولة إلى سيناء، وأن يتبدل التعامل معها من «التعامل بالبارود» إلي «التعامل بالورود»، من خلال تعميرها واستثمار أرضها في الزراعة والصناعة، خاصة وأن أرضها تتمتع بميزات فريدة وطبيعة خاصة تصلح لزراعات مختلفة مثل الزيتون والنخيل. منذ تحرير سيناء حتى الآن تتابعت أنظمة أربعة علي حكم مصر. كيف ترى تعامل الدولة مع سيناء في ظل هذه الأنظمة المختلفة ؟ أهل سيناء يعيشون مثل "أهل الكهف" وربما أقل، بسبب تجاهل الدولة لهم. الأنظمة تغيرت وتبدلت، لكن النظرة والتعامل مع سيناء وأبنائها لم تتغير. أهل سيناء يفتقدون أبسط سبل الحياة. ومؤخرا تم تشكيل لجنة لتطوير سيناء، وهناك مقترح بإنشاء محافظة وسط سيناء ووضع تصور لتطوير ترعة السلام، وأعتقد أن هذه خطوة جيدة في طريق تعمير سيناء والاهتمام بها. ولا بد أن يكون هناك تعاون بين كل الوزارات مثل الصحة والتعليم لإنشاء مستشفيات ومدارس داخل سيناء، كما يجب استغلال مواردها الطبيعية في الزراعة والصناعة وتوفير فرص العمل لشبابها الذين يتم استغلالهم بسبب الفقر والبطالة. من المستفيد مما وصلت إليه سيناء حاليا؟ أعداء مصر كثيرون في الداخل والخارج، وما زال عدونا الأساسي هو الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة التي إلى تدمير الدولة المصرية، وهناك من يريد أن يبقي الحال على ما هو عليه حاليا وأن نظل شعبا مستهلكا. كنت أحد أبطال حرب أكتوبر، وأصدرت كتاب «رحلة إلى جهنم». لماذا أصدرت هذا الكتاب؟ وما أهم ما جاء به؟ كنت فردا في الجيش المصري العظيم، وليس لي أي فضل عن أي من جنده، أما الكتاب فكان هدفه تسجيل مهمة خاصة بمسرح العمليات، حيث كانت هناك أوامر لنا بتوصيل إمدادات لقوات المشاة داخل خطوط العدو بعمق 80 كيلو مترا، وتحديدا فجر يوم 11 أكتوبر، وتم استهداف هذه الإمدادات وتدميرها 5 مرات بطرق مختلفة، وكنت وقتها قائد الكتيبة 85 صاعقة. وبعد فشل 5 محاولات قررت تنفيذ المهمة عبر الطريق البري عن طريق الجمال، وتم تحميل المعدات والإمدادات على ظهر 50 جملا مسافة 80 كم داخل خطوط العدو، ووصل 4 جمال من أصل 50 جملا وتم تنفيذ المهمة بنجاح وتم وصف هذه المهمة بعد ذلك بأعظم عملية خاصة في تاريخ الحروب.