كتبت "فايننشال تايمز" أن العلاقات المتوترة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، والتي تضررت بسبب الموقف من إيران والسلطة الفلسطينية، سوف تتلقى ضربة أخرى مع استمرار صمت إسرائيل حيال الأزمة في أوكرانيا. وبحسب الصحيفة الاقتصادية البريطانية فإن مصالح سياسية ودبلوماسية كثيرة تتعارض جعلت إسرائيل على مفترق طرق: الولاياتالمتحدةوروسيا، وكانت كل من سورياوإيران جزءا من التشعبات التي أنشأها الوضع. وكتبت الصحيفة يوم أمس، الاثنين، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يجد الكلمات أو الرسومات التي تعبر عن مواقفه في قضايا دولية، وفي حين تتعاون دول الغرب وتحاول الوقوف بوجه روسيا بكل ما يتصل بأوكرانيا فإن نتنياهو الفظ بشكل عام تحول إلى منضبط وممل. وكتبت الصحيفة أيضا أن رد باختصار على سؤال شبكة "فوكس"، وغير بسرعة موضوع المحادثة إلى الحديث عن ضبط سفينة السلاح الإيرانية من قبل البحرية الإسرائيلية، ولاحقا تغيبت إسرائيل عن التصويت على إدانة روسيا في الأممالمتحدة بسبب ضم شبه جزيرة القرم، وهو ما ادعت إسرائيل في حينه أنه نتيجة الإجراءات الاحتجاجية في وزارة الخارجية. وتابعت الصحيفة أن الموقف الإسرائيلي تبلور منذ بداية الأزمة، وتقرر في حينه متابعة التطورات عن كثب ولكن بدون التدخل وبدون التعبير عن موقف، تجنبا لعدم ظهور إسرائيل بمظهر المتدخلة في شؤون داخلية، وبسبب الحساسية النابعة من الخطر على اليهود هناك، وبهدف عدم إغضاب الروس. كما كتبت أنه بحسب الفلسطينيين فإن السكوت الإسرائيلي نابع من "طابع عمل مماثل- ضم القدس والجولان السوري، وذلك لتجنب الانتقادات الخارجية، إضافة إلى أن ذلك مرتبط بالحضور الروسي والأوكراني الكبير في المجتمع الإسرائيلي بما يؤثر بشكل عميق على الجهاز السياسي، بحسب الصحيفة. وتشير تقديرات الصحيفة إلى أن السبب الحقيقي لسكوت إسرائيل هو المكانة والنفوذ المتعاظم لروسيا في الشرق الأوسط، باعتبار أن "إسرائيل ستجد نفسها في مواجهة مع الكرملين في عدة قضايا مصيرية بالنسبة لها، وبضمنها البرنامج النووي الإيراني، ونزع الأسلحة الكيماوية السورية، إضافة إلى كون روسيا أكبر حليف لبشار الأسد ومزودة سلاح رئيسية في المنطقة". وبحسب هذا التحليل فإن إسرائيل تأمل أن يلجم بوتين نقل الوسائل القتالية المتطورة إلى سوريا ومنها لحزب الله، وأن نتنياهو خلص إلى أنه لن يجني شيئا إذا صرح بأي شيء ضد الكرملين، وأنه يعتقد أن علاقات إسرائيل مع الولاياتالمتحدة لن تتأثر بتسلسل الأحداث في أوكرانيا، وبالتالي ليس على استعداد لتعريض علاقاته مع روسيا للخطر.