نشرت صحيفة "حريت" التركية اليوم، تقريرا حول العدد الإجمالي لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، قائلة إنه وفقا لتقرير صادر عن وحدة استخبارات الشرطة والدرك، فإن العدد الإجمالي للجماعات المسلحة للحزب حوالي ألف شخص، موضحة أن الجماعات المسلحة الكردستانية المتمركزة في قواعد قرب الحدود عادت إلى مدن داخل حدود تركيا، بدلا من مغادرة البلاد. وذكر التقرير الذي تم نشره تحت عنوان "عملية حل حزب العمال الكردستاني" أن تركيا تراجعت عن فكرة انسحاب الحزب في الفترة من مايو 2013 إلى سبتمبر 2013 كجزء من عملية السلام التي بدأت بين الحكومة التركية و"عبد الله أوجلان". وأشارت الصحيفة إلى الانتخابات المحلية التركية، وذكرت أن حزب السلام والديمقراطية، المعروف بتبنيه لهويته الكردية، فاز بغالبية أصوات جنوب شرق تركيا، وهو حزب ديمقراطي ومن الطبيعي أن يفوز في مختلف انتخابات رؤساء البلديات، وأن يفوز الحزب في المدن التي كانت أهدافا لحزب العمال الكردستاني من قبل. كما لفتت إلى أن نهاية الصراع في البلاد كانت في أعقاب عملية السلام التي بدأتها الحكومة قبل عام أسعدت كل الأتراك، بيد أن حزب العمال الكردستاني غير من تكتيكاته اليوم، بهدف الانفصال بجنوب شرقي تركيا عن الدولة، لا من خلال حرب عصابات، بل ببناء قلاع له في الداخل، فالضغوط التي مارسها حزب العمال الكردستاني والتقارير التي روى فيها الأفراد شهادات عن إجبارهم على التصويت علنا للحزب في هذه المناطق في الانتخابات يدل على استمرار وجود تهديد غير عادي هناك. وذكرت الصحيفة أن فصل الجنوب الشرقي عن تركيا باستخدام وسائل وأموال الحكومة التركية، وتسليم البلديات للمتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني قد شهدت الأشهر القليلة الماضية مساعي؛ لتعويد الشعب التركي على فكرة اللامركزية، باستخدام عبارات منمقة وحديث ضمني عن الحكم الذاتي. وأضافت أن الحزب يحاول إضفاء الشرعية تدريجيا في أعين الناس، والهدف من ذلك على مستوى الأفراد حصول الحزب على مزيد من الدعم، والهدف على مستوى المنطقة هو الوصول إلى نقطة الانفصال عن تركيا. فقد عانى الأكراد من سياسات الاستيعاب التي فرضتها النخبة المتغطرسة ثم اضطروا إلى مواجهة آفة الإرهاب، ولكن كشفت خريطة الانتخابات بشكل واضح عن نيات حزب العمال الكردستاني، وهذا هو الخطر الأكبر الذي تواجهه تركيا الآن.