قالت صحيفة "حرييت" التركية اليوم، إن تركيا تقع بين نارين الأولى هي حلف الناتو والثانية هي روسيا، موضحة أن الأزمة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي قد تتطور خاصة في البحر الأسود، وحينها لن تكون أنقرة قادرة على تحديد الجبهة التي ستساندها. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" أعرب عن قلقه يوم 2 أبريل من الوجود الأمريكي في البحر الأسود، لأن ذلك يعد انتهاكا لاتفاقية "مونترو" 1936، والتي تنظم مرور السفن الحربية للدول البعيدة عن البحر، حيث قال:" لقد لاحظت في الآونة الأخيرة السفن العسكرية الأمريكية تمدد وجودها خارج الحدود المسموحة لها، وبذلك تنتهك قواعد اتفاقية مونترو". وأشارت إلى أن تركيا نفت مزاعم "لافروف" في بيان مكتوب، موضحة فيه أن أنقرة تنفذ اتفاقية مونترو على مدى 78 عاما، ومنذ اندلاع أزمة القرم، لم تسمح أنقرة لواشنطن بزيادة قواتها أكثر من المسموح وفقا لقواعد الاتفاقية. وذكرت الصحيفة التركية أن الأزمة الجورجية في عام 2008 أوضحت الأهمية الاستيراتجية للبحر الأسود والتي كانت سببا في توتر العلاقات بين حلف الناتو وأنقرة التي أصرت على تنفيذ شروط اتفاقية 1936. ولفتت الصحيفة إلى أن الشيء نفسه ينطبق على شبه جزيرة القرم، ولكن هناك مزاعم بأن تركيا أصبحت أكثر مرونة مقارنة بعام 2008، حيث إن سفن حلفائها ترسو على موانئ البحر الأسود منذ أكثر من 21 يوما، مضيفة أن بعض دول الناتو تضغط على أنقرة لتخفيف تنفيذ شروط الاتفاقية، كما أن هناك ضغوطا مماثلة من قبل روسيا لتنفيذ الشروط بشكل أكثر صرامة. وأوضحت أن بعض دول الناتو تعتقد أن سيطرة روسيا على الأسطول الأوكراني في القرم ينهي سيطرة تركيا على البحر الأسود، ولذلك هناك حاجة لإعادة التوازن في المنطقة، ولهذا السبب كانت مطالب تخفيف اتفاقية مونترو. واختتمت "حرييت" بقولها: الوضع التركي سيصبح أكثر تعقيدا، حال عدم التوصل إلى حل سياسي بين الناتو ورسيا بشأن أوكرانيا، حيث إن أنقرة تحصل على أسلحتها والبطاريات المضادة للصواريخ على الحدود التركية السورية من حلف الناتو، وتعتمد أيضا على الغاز الروسي، وبالتالي سيكون من الصعب عليها التمسك بسياستها التقليدية في منطقة البحر الأسود.