قالت صحيفة "حرييت" التركية اليوم، إن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوجان" ورئيس الجمهورية "عبد الله جول" هما اثنان من بين ثلاث أسسوا حزب العدالة والتنمية، مضيفة أن الثالث هو نائب رئيس الوزراء "بولنت أرينج". وأوضحت الصحيفة أن "أردوجان" يعتمد على "جول" في سياسته، وهو من رشحه لتولي منصب رئيس الجمهورية، حتى يكون متناسبا مع سياسته ومناسبة السلطة التنفذية لأفكاره وطموحاته، ولكن بعض التناقضات بينهما بدأت تطفو على السطح منذ فترة طويلة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في أغسطس هذا العام، فالمعادلة السياسية الحقيقية في تركيا تكمن في الانتخابات الرئاسية وليست المحلية التي ستعقد بعد خمسة أيام. وأشارت إلى أن التناقضات بين "جول" و"أردوغان" ستصبح أكثر وضوحا بعد 30 مارس، وهناك سبعة اختلافات حتى الآن يمكن ملاحظتها بينهما، أولا: خلال أحداث "جيزي بارك" العام الماضي، وعندما بدأت قوات الشرطة استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين، أكد "جول" أن الديمقراطية ليست وحدها صناديق الاقتراع، أما "أردوجان" فقال إن الأحداث محاولة انقلاب ضده من جانب القوى العالمية، وشكر الشرطة على دورها البطولي. وذكرت الصحيفة التركية أنه عندما بدأ التحقيق في قضايا الكسب غير المشروع في 17 ديسمبر 2013، قال "جول" إن المتهمين يجب أن يقدموا للمحاكمة المستقلة، أما "أردوجان" فأكد أن القضية محاولة انقلاب وهذه المرة عن طريق حركة "جولن"، متهما حليفه السابق الباحث الإسلامي المعتدل "فتح الله جولن". كما بينت موقف "جول" و"أردوجان" من حركة "جولن"، حيث أكد الرئيس التركي أن مدارس الحركة الإسلامية يجب أن تبقى مفتوحة داخل وخارج تركيا، بينما قرر "أردوجان" إغلاق المدارس في تركيا وأرسل طلبا إلى أذريبجان وألمانيا والاتحاد الكردي في العراق لغلق مدارس حركة جولن هناك. ولفتت الصحيفة إلى مقتل الشاب التركي "برطن ألفان" البالغ من العمر خمسة عشر عاما والذي توفي في 11 مارس؛ نتيجة الغاز المسيل الدموع، طلب "جول" من الحكومة العثور على القتلة وتضامن مع أهل القتيل، أما "أردوجان" فوصف الصبي بالإرهابي. وحين قرر "أردوجان" حظر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بسبب التسريبات الصوتية الخاصة به وحكومته على الموقع، كان "جول" من بين الملايين الذين اخترقوا الحظر وكتب رسالة "من المستحيل إيقاف الموقع، انظروا فقد تزايد عدد مستخدميه بعد القرار". واختتمت الصحيفة بقولها: من المثير للاهتمام أن نرى نتائج انتخابات 30 مارس، وهل سيكون هناك المزيد من الخلافات العميقة بين "جول" و"أردوغان" في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.