قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، إن الولاياتالمتحدة تحاول تحديد كيفية الرد على تدخل روسيا في شبه جزيرة القرم، كونها معضلة في السياسية الخارجية والمسألة الأكثر إلحاحا لإدارة الرئيس "باراك أوباما". وأضافت الصحيفة أن التخطيط لحالات الطوارئ السياسية تعد خطوة حاسمة في عملية صنع السياسات، فيفترض التفكير ليس فقط في كيفية الرد على أحداث اليوم، ولكن أيضا استقراء عدة خطوات للمستقبل والنظر إلى الأمام خاصة على الخطوات المترتبة والتابعة لمصالح الولاياتالمتحدة الناتجة عن تلك الأحداث. ورأت أن الولاياتالمتحدة مؤخرا، أخفقت في سياستها الخارجية، ولم تفكر في المستقبل أو التخطيط لحالات الطوارئ السياسية، لذلك وقعت في العديد من الأزمات التي أجبرتها على الدخول في دائرة الصراع بشكل قوي. وذكرت الصحيفة أنه رغم وصول الرئيس "نيكولاس مادورو" إلى الرئاسة في فنزويلا، خلفا ل"هوجو تشافيز" الذي حظى بشعبية جارفة وكاريزما قوية ودهاء سياسي، إلا أنه "مادورو" لا يتمتع بأي من هذه المزايا، ولكن مع تدهور الاقتصاد الفنزويلي وخروج المعارضة للاحتجاج، لجأ إلى الأدوات الرئيسية المتاحة، والسيناريو الذي لا مفر منه، وهو استخدام القوة الغاشمة، وحتى الآن لم تتمكن واشنطن من الرد على ما يفعله. أما في سوريا، فقد وضعت الولاياتالمتحدة نفسها في مأزق بإصرارها على رحيل الرئيس السوري "بشار الأسد" في حين رفضت بشكل صريح تبني سياسة تسرع رحيله، وتركت البلد تحترق، و زاد نقص البصيرة الأمريكية، عندما حذر "أوباما" الرئيس "الأسد" من استخدام الأسلحة الكيمائية، ولكنه لم يتدخل عندما قام الأسد بتحديه واستخدم الأسلحة، حسبما ذكرت الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن في أوكرانيا ومع اشتعال الأحداث في نوفمبر الماضي، ورفض الرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش" الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مدعوما من روسيا، وقفت الولاياتالمتحدة وأوروبا بعيدا لتجنب مزيد من الحروب مع موسكو أو الانخراط في الألعاب الجيوسياسية مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ولكن بعد شهرين، تدفع واشنطن ثمن تأمين أوكرانيا وهو أعلى بكثير من المخاطر الجيوسياسية. وأشارت إلى تحذيرات موسكو بالتدخل العسكري في أوكرانيا، وأيضا تهديداتها بقطع إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، كما تؤكد ضرورة التركيز على عملية التخطيط وإعادة توجيه التفكير في عملية صنع السياسات.