ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن اللغة التركية لا تحتوي مصطلحا لكلمة "اضطراب"، رغم أن هذا المصطلح يصف حال تركيا في هذه الفترة، حيث تشهد الآن الكثير من الصراعات والتناقضات، مضيفة أنه حتى وقت قريب كان ينظر لتركيا على أنها مزيج ناجح من السياسة الإسلامية والديمقراطية، لكن هذه النظرة تلاشت سريعا. وقالت إن هناك عاصفة من الخوف تهب بسرعة كبيرة على تركيا، وتأتي من الانتشار الأخير لنظريات المؤامرة، مثل: اتهام رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" لقوى خارجية، بالوقوف وراء الاحتجاجات التي كانت في حديقة "جيزي" الصيف الماضي، مبينة أن تركيا تتحول لدولة في قبضة جنون العظمة. وأشارت الصحيفة إلى حال تركيا السيئ، حيث قلت بها حرية التعبير، وتلاشت مصداقية الإعلام، خاصة بعد التصديق على قانون الإنترنت الجديد، الذي يهدد حرية الرأي، موضحة أن أعمال الشغب بحديقة "جيزي" غذت نظريات المؤامرة، وقضايا الفساد نشرت نيرانها، فالحكومة تتحدث باستمرار عن وجود مؤامرات خارجية، وجهات خفية تعمل على منع البلد من الازدهار. وتساءلت لماذا تحتاج الحكومة لابتداع نظريات مؤامرة؟، وأجابت أن جزءا من الجواب يكمن في أن تركيا لاتزال غير ناضجة ديمقراطيا وسياسيا، وجزء آخر يعود لطريقة التربية التركية، فالأتراك يتعلمون منذ الصغر أنهم محاطون بالأعداء من كل النواحي، فعندما يتحدث "أردوغان" يخاطب اللاوعي لدى الشعب، ويتحدث عن كراهيتهم للأجانب ومخاوفهم البدائية. وتابعت الصحيفة أن إحدى نقاط قوة نظام "أردوغان" في الماضي كانت نظرية السياسة الخارجية التي تقول "صفر من المشاكل مع الجيران"، لكن لم تستمر هذه السياسة طويلا، واختتمت بأنه رغم أن الأتراك يميلون لتصديق نظريات المؤامرة، إلا أنهم تعبوا كثيرا من ترديدها.