قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، إن الكاتبة سمر نور، في روايتها الجديدة "محلك سر"، تبرز التشوهات الاجتماعية التي أصابت المجتمع المصري تحت وطأة الرأسمالية المتوحشة، ابتداءا من حقبة الثمانينات، وحتى الآن. وأضاف عبدالله خلال الندوة التي أقيمت بأتيلية القاهرة مساء أمس لمناقشة الرواية، وسط حضور لفيف من الكتاب والمثقفين، أن "نور" بعد مجموعتين قصصيتين هما "معراج وبريق لا يحتمل" تتحرك في روايتها الجديدة صوب عالمها الخاص الذي يمتزج فيه الخوف بالدهشة والواقعي بالمتخيل، فتخلق فضاءا نفسيا وسيعا يسع انفعالات وخيبات واخفاقات شخوص الرواية التي ترتحل معهم منذ نشأتهم في ظل سياق سياسي معقد ومتشائم، يخلق سياق اجتماعي بائس ومشوه، تبرزه الكاتبه من خلال بطلتي الرواية "لاما وصوفي" وذكر " الناقد" أن الرواية تحتفي بالمرضى العقليين والنفسيين رغم عدم التفات أحد إلى ذلك المرض العقلي أو النفسي في ظل أبنية سياسية خربة. وتابع " خط القص الرئيسي في هذه الرواية يبدأ منذ لحظة متوترة زمنيا ، وهي لحظة اغتيال الرئيس أنور السادات ، ثم ترتحل الكاتبة عبر الزمان ارتحالا قلقا ، فتمر بحرب العراق ، وحتى الأزمة المالية ، وكلها فترات زمنية دالة تعبر عن لحظات فارقة في بنية وتحولات المجتمع المصري والسياسة العالمية ، ومن ثم فنحن أمام اختيارات دالة للزمن وليست اختيارات مجانية" وأشار " عبدالله" إلى أن " محلك سر" نص غارق في فضائه النفسي التي استطاعت الكاتبه أن تشكله على مهل دون إغراق في مصطلحات علم النفس أو اللاوعي أو أي تعقيدات أخرى ، لافتا إلى أن "نور" استطاعت أن تقتحم الداخل الثري للإنسان. وأضافت الروائية اللبنانية لنا عبدالرحمن أن الرواية تعتمد على مراجعة الوعي والتفتيش في الماضي في ظل واقع سياسي واجتماعي ثابت لا يتغير، يدور في فلك واحد هو "محلك سر" ، ومن ثم فالمستقبل في هذه الرواية ليس له وجود . وبخصوص اللوحات التشكيلية الملحقة بالرواية ، قالت الروائية سمر نور : اللوحات متوازية مع النص الأدبي ولكنها لا تعبر عنه ، فعندما بدأت الكتابة ، بدأت الفنانة التشكيلية حنان محفوظ الرسم، ولكنها لم تكن تقرأ ما أكتبه حتى تعبر عنه بالرسم ، بل كنت أكتب دون أن تقرأ، وكانت ترسم دون أن أرى ، ورغم ذلك جاءت لوحاتها متوازية مع عالم الرواية.