أكد نبيل فهمي، وزير الخارجية المصرى إننا «سننجح في استكمال خارطة الطريق وخلق منظومة مصرية سياسية أيًا كان الثمن»،مضيفًا في حواره مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، الثلاثاء: «إذا وقف العنف سريعًا ستجد المجتمع انفتح سياسيًا على بعضه بشكل أفضل وأسرع، أما إذا استمر العنف فإن الأمر سوف يأخذ وقتًا أطول إنما سنصل حتمًا في النهاية، لأن من خرجوا للشارع في 25 يناير و30 يونيو لا بد أن تكون لهم المشاركة في المستقبل، وكذلك إذا وقف المجتمع الإقليمي والدولي ضد العنف فسوف يساعد هذا في استقرار الأوضاع السياسية». وشدد على أهمية العلاقات مع الولاياتالمتحدة، موضحًا أن ذلك يأتي «نظرًا لأهميتها السياسية والأمنية والاقتصادية»، معتبرًا أنه «أمر حتمي لكل دول العالم» قد يكون التعامل إيجابيا في جانب أو سلبيا في جانب آخر، لكن لا بد من التعامل معها. ولفت إلى أن وزارة الخارجية لم تتلق ترشيحًا رسمًيا للسفير الأمريكي الجديد بالقاهرة منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، «لكن السفارة الأمريكية قائمة وتعمل». وقال وزير الخارجية إن الوزارة أرسلت مقترحات للولايات المتحدة بشأن الحوار الاستراتيجي مع مصر «نحن أرسلنا مقترحات، وننتظر الرد الذي ربما لن يصل قبل نهاية فبراير». وأشار إلى أن المساعدات الأمريكية «في جانبها المدني محدودة للغاية، وكانت موقوفة جزئيًا نتيجة لموقف الإدارة الأخير، إنما مع إقرار المساعدات في الميزانية الجديدة سننظر في الإجراءات، لكن بالنسبة للجانب العسكري، فجزء ينفذ وجزء كان مؤجلًا». وحول توتر العلاقات بين مصر وبعض الدول العربية وغير العربية، وتوازن قرارات وزارة الخارجية مع ردود الفعل في الشارع، أشار «فهمي» إلى أنه «توجد غضبة شعبية في محلها، هناك محاولة للمساس بمصر، وهناك سياسات معينة من بعض الدول، ولن نقبل بالمساس بمصر». وأكد وزير الخارجية «يجب ألا يشك أحد في استعدادنا أو قدرتنا على اتخاذ مواقف في إطار رسمي يشملنا ويشمل غيرنا، على سبيل المثال، عندما اتخذنا قرارًا ضد تركيا، فكل قرار اتخذناه من أول خطوة إلى آخر خطوة كان بالتنسيق بيننا وبين أجهزة الدولة المختلفة، حسب الإجراء، وجرى التنسيق أفقيًا ورأسيًا». واعتبر أن «مصر محاطة بحزام من المشاكل الموجودة في ليبيا والسودان وغزة وسوريا والعراق، والمنطقة كلها بها مشاكل كثيرة، وخلال أحداث الربيع العربي الدولة التي حافظت على تماسكها هي مصر، وكثيرون يؤكدون أن الموجة سوف تستمر سنوات». وحول علاقات مصر بالاتحاد الأفريقى قال لا يوجد تقدم حتى الآن.. توجد اتصالات كثيرة جدًا، ويوجد تطور وتحول في مواقف العديد من الدول الأفريقية وتفهم أكثر بكثير جدا للموقف المصري، ويوجد اجتماع لمجلس الأمن والسلم الأفريقي على مستوى القمة أثناء القمة الأفريقية الأسبوع المقبل، لكن لم نصل بعد في تقديري إلى النقطة التي أستطيع أن أقول عندها إنني مطمئن لتعديل القرار في هذه اللحظة بالذات. وسنتابع ما يجري في المجلس، وأتمنى أن يجري تعديل القرار، في ضوء إقرار الدستور المصري، وهو من أهم خطوات خارطة الطريق. وحل القضية المتعلقة بموضوع المياه وسد النهضة أكد انها مشكلة حقيقية مع إثيوبيا بصفة خاصة، ولن نتنازل أبدا عن حقنا التاريخي في المياه. نتمسك دائما بالتعامل مع الممرات المائية العابرة للدول وفقا للقانون الدولي. وفي الوقت نفسه نحن منفتحون.. نريد التعاون في إيجاد شبكات حقيقية مع إثيوبيا أو السودان أو غيرهما لضمان الاستجابة لطموحات إثيوبيا الاقتصادية والتنموية واحتياجات السودان للمياه وموارد مياه منتظمة واحتياجات مصر.. لكن للأسف لم تصل الدورات الفنية الثلاث التي عقدت (تضم مصر والسودان وإثيوبيا) حتى الآن لإنجاز يسمح لنا بالقول إننا تجاوزنا مرحلة الأزمة، لكن سنواصل هذا الجهد. في جميع الأحوال المياه أمن قومي ولا يمكن التهاون في هذه القضية ولن يكون، إنما مدخلها هو الوضوح في أهمية هذا الموضوع وفي تمسكنا بحقوقنا وفي استعدادنا للتعاون مع دول حوض النيل للبناء على القائم تاريخيا ومزيد من التعاون مستقبلا.