استنكرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير، الانتهاكات التي وقعت ضد الصحفيين والمصورين أثناء التغطية الإعلامية للاستفتاء الذي جرى يومي 14- 15 الماضيين، مما أدى إلى إعاقة وصلت إلى حد المنع لوسائل الإعلام من ممارسة حقها في تغطية أحداث الاستفتاء، التي من شأنها ضمان نزاهة وشفافية عملية التصويت. ورصدت المؤسسة العديد من حالات منع الصحفيين والمصورين من دخول لجان الاستفتاء، الأمر الذي وصل إلى التعدي والتضييق على بعضهم أثناء قيامهم بعملهم الصحفي. وقد وثقت أحد عشر حالة اعتداء في أماكن متفرقة من الجمهورية، تنوعت بين الاعتداء البدني لشخص الصحفي أو المصور من قبل قوات الأمن المتواجدين في اللجان أو القائمين على تأمين اللجان أو من قبل المواطنين داخل اللجان أو خارجها أثناء المسيرات الرافضة للدستور، أو الاعتداء على أدوات عمله "كاميرا – سيارة"، أو الاحتجاز بالرغم من معرفة هويته الصحفية. ففي اليوم الأول من الاستفتاء -14 يناير 2014- تم احتجاز «محمد ناجي عبد العظيم»، مراسل موقع كرموز الإخباري، أثناء تغطيته لعملية الاستفتاء في مجموعة مدارس بمنطقة محرم بك بالإسكندرية، حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه أثناء قيامه بتصوير اللجان، وتم احتجازه في قسم محرم بك، وقام ضباط القسم بفحص ما قام بتصويره وإجراء تحريات عنه، وقد تم إخلاء سبيله فجر الجمعة (بعداحتجازه ثلاثة أيام). كما تم منع العديد من الصحفيين والمصوريين من حاملي تصاريح اللجنة العليا للانتخابات من الدخول للجان وتصوير عملية التصويت بها، وجاءت على رأس هولاء الصحفية حنان فكري، عضو مجلس نقابة الصحفيين. وتم إلقاء القبض على المصور"محمد صالح" لقناة الجزيرة الجزيرة،أثناء تغطيته لعملية الاستفتاء، وتم إحالته للنيابة. أما اليوم الثاني فقد شهد عدد من حالات الاعتقال والاعتداء على الصحفيين وكسر ومصادرة معداتهم. فقد تم اعتقال الدكتور حسن عبد الله، مراسل الأسوشيتدبرس بمصر، أثناء تغطيته للجان الاستفتاء بمنطقة الدقي، حيث تم استيقافه من قبل معاون مباحث قسم الدقي، الذي وجه له اتهام بأنه يعمل لدى قناة الجزيرة، وبعد العرض على النيابة وجهت إليه تهم العمل لدى قناة الجزيرة (بالرغم وجود ما يثبت عمله حصريًا لدى وكالة الاسوشيتدبرس) وتم إخلاء سبيله بكفالة قدرها 10000 جنيه. كما تم الاعتداء على محمود الحصري، صحفي جريدة الوطن، وعاشور أبو سالم، مراسل موقع البديل، حيث كانا يتابعان عملية التصويت في مدرسة شبراباص الإعدادية بشبين الكوم – المنوفية، وقام "الحصري وعاشور" بتحرير محضر ضد المقدم هاني البلتاجي بواقعة التعدي عليهما. وأثناء تغطية عملية الاستفتاء في مدرسة ناهيا الابتدائية بالجيزة، تم التعدي على إسلام أبو خطوة، الصحفي بموقع فيتو، حيث قامت جماعة من أنصار المعزول بإشعال النار في سور المدرسة، وعند قيامه بالتصوير تم حصاره من قبل مجموعة من المشاركين في التجمهر، وبعد سؤاله عن هويته الصحفية، قاموا بكسر الكاميرا الخاصة به وباحتجازه قبل أن ينجح في الهرب من قبضتهم. ومن حالات التعدي إلى ممارسة التضييق والتعنت مع أسامة عبد الوهاب، الصحفي بجريدة الفجر، وتم توقيف الصحفيين «حسام بكير» و«محمود حسن» والمصور«محمد إبراهيم»بموقع البديل، أثناء تصويرهم لمظاهرة لمؤيدي المعزول بمنطقة روكسي. كما تم محاصرة أحمد عبد المنعم، الصحفي بجريدة الوطن، وهو في طريقه لتغطية الاستفتاء، قام بتغطية مسيرة أنصار المعزول في مركز ديرمواس بدلجا المنيا، وعندما لاحظه المشاركون في المسيرة سألوه عن هويته الصحفية، وعندما أظهر لهم تصريح اللجنة العليا للانتخابات قام بعضهم بالتجمهر حوله، وحدث تدافع وقام المشاركون بالتعدي على سائق الأجرة الذي قام «عبد المنعم» بترك معداته فيه، بعد ذلك نحج السائق في الخروج من منطقة المسيرة وتبعه «عبد المنعم» بعد أن نجح في الهروب من التجمهر. وأضاف التقرير: "عادت مرة أخرى قوات الأمن لتلقي القبض على مراسل قناة الجزيرة مباشر مصر ومصور شبكة رصد مصعب عرفة أثناء قيامه بتصوير مدرعات الجيش والشرطة من أعلى بنايات في شارع المحمدية بالفيوم". كما طالت الاعتداءات الصحفيات؛ حيث تم اعتقال لسماح إبراهيم مراسلة موقع إخوان أون لاين، من أمام إحدى مدارس منطقة شبرا، أثناء تغطيتها لمسيرة مؤيدي المعزول. وطالبت المؤسسة الدولة المصرية الالتزام بتطبيق المعاهدات والاتفاقيات التي من شأنها حماية الصحفيين والمصورين وعدم التعرض لهم، كما تناشد قوات الأمن بتحري الدقة في التعامل مع الصحفيين والمصورين؛ خاصة الذين يحملون منهم ما يثبت صفتهم الصحفية.