تناولت العديد من الصحف العربية عملية إجراء الاستفتاء علي الدستور المصري الجديد، واصفة إياه ب " الاستحقاق الديمقراطي الأبرز" بالنسبه للشعب المصري. صحيفة "الأخبار" اللبنانية، قالت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن السلطة التي انعقدت في الثالث من يوليو الماضي، بعد ثورة 30 يونيو، تمكنت من تقديم نفسها في دور المنقذ من حكم "الإخوان" والمحارب ضد الإرهاب، واستطاعت بذلك بناء شرعية مدعومة من تحالف سياسي فضفاض ضم أطيافاً سياسية من اليمين إلى اليسار، حول القلب الصلب للدولة. وأضافت أنه بمجرد عقد الاستفتاء على الدستور الجديد يمثل للسلطات المؤقتة، وخاصة الجيش، أهمية خاصة حتى قبل إعلان النتيجة، فعقد الاستفتاء في حد ذاته يحمل رسالة تأكيد على عدم طمع الجيش في السلطة، وأنه تدخل فقط لإنقاذ البلاد من حكم "الإخوان" ثم وضع الخيارات أمام المواطنين بعد ذلك. وأكدت الصحيفة أن هذا الاستفتاء يعدّ إذاً فرصةً جيدةً للجيش للتعبير عن حسن نواياه التي أعرب عنها على لسان قائده العام في الثالث من يوليو، ويساعد في دحض القول بأن ما حدث كان "انقلاباً" كما يقول المعارضون. أما صحيفة "النهار" اللبنانية، فقد تناولت موضوع إجراء الاستفتاء قائله أن "جماهير غفيرة" من المصريين توافدت علي لجان الاقتراع اليوم الثلاثاء، للتصويت ب"نعم" في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وأضافت أن هذا الاستفتاء يشكل الخطوة الأولى في سلسلة الاستحقاقات الانتخابية، التي تنص عليها خريطة طريق المرحلة الانتقالية، التي اعلنتها السلطات الحالية، والتي تتضمن ايضا اجراء انتخابات تشريعية، ورئاسية في غضون ستة أشهر من تاريخ إقرار الدستور. واستعرضت الصحيفة أراء أحد الناخبين الذي قال "أصوت اليوم ليس فقط لأنه واجب قومي، لكن ايضا لأثبت أن ما حدث لم يكن انقلابا، كما يدعي الإخوان المسلمون". من جانبها قالت صحيفة "تشرين" السورية، أن الشعب المصري على موعد مع الاستحقاق الديمقراطي الأبرز، وهو الاستفتاء على الدستور، بعد أن استعاد شرعيته التي سلبته إياها جماعة "الإخوان". وأضافت أن "الشعب المصري رفض الفساد والدكتاتورية والظلامية، وبدء عهد جديد مشرق، ونهوض لدور حاول الاقصائيون شطبه، والمصريون اليوم على أبواب مرحلة جديدة، مرحلة الرد على الإرهاب والإرهابيين بالقول "نعم" للدستور، الذي يحمي بلادهم وجيشهم ويحصن ساحتهم". وجاء في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أن مصر تدخل أول استحقاق حقيقي في خريطة الطريق التي جرى التوافق عليها بعد 30 يونيو الماضي، وإطاحة حكم "الإخوان"، بذهاب المصريين مرة أخرى اليوم إلى صناديق الاقتراع للاستفتاء على الدستور الجديد. وأكدت الصحيفة أن لا يشك أحد في الداخل والخارج في نتيجة الاستفتاء، فالمؤشرات واضحة من الشارع المصري بأن هناك رغبة شعبية لدى الناخبين في إقراره والمضي في استكمال خريطة الطريق.