لابد أن تكون أعمى إذا لم تستشعر أن هناك خطأ ما في هذا العالم. ما وصلت اليه البشريه حتى الآن مخيف ومرعب ،تطور تكنولوجى يتوافق مع الأعمار القصيره للجنس البشري والسمنه المفرطه والتفانى في إشباع شهوات الجسد وعدم الخجل من إرتكاب الموبقات بشكل تفاخرى يجعل الشيطان نفسه لو أعلن عن الرذائل في برنامج تلڤيزيونى لن يكون بهذا الاخلاص والأمانه..أمانة توصيل الفساد للمنازل والعقول….لا يجب أن يفلت منا أحداً ولنجعل الحياه صعبه على أدعياء الفضيله ولتكون سهله وسلسه لمن يحب الدنيا ويرغب في ترك بصمته قبل أن يوارى جسده التراب. نتانة هذا العالم بلغت السماء حتى تظن إنها لو أمطرت لآلاف السنين ستظل الرائحه عالقه في الآفاق. أين أخطأ العالم؟ متى ضللنا الطريق؟ هل هناك غايه من الخلق؟ أم وجدنا على هذا العالم لنعبث ونبنى ناطحات السماء؟ لو كان هناك إله حقاً هل هو بهذا الظلم والبله حيث يترك العالم والخلق بدون دليل أو قبلة يختلف اليها الإنسان راغب الحق؟ هل يتركنا حياري أو يترك لنا إرثاً من القيم الباليه التى لا نفع لها؟ قرأت لأحد الملحدات تدافع عن جسدها الذى تشارك به المجتمع "الفضيله ليست أن تمنع نفسك عن ما تشتهيه بل الفضيله هى ألا تشتهى". هى منعت الإنسان الشهوه ،سلبت منه أحد حقائقه في سبيل أن تبرهن على عفتها. إن حجر الزاويه الذى تفرقت منه الرؤي والفلسفات هو السؤال الذى يساوى كنوز العالم…من هو محور الكون؟ من الذى يجب أن يدور حوله كل شئ؟ الله أم الإنسان وتوسع السؤال حتى أصبح الماده أم المجردات؟ هل هناك "ما وراء العالم" ،أم هو فقط ما ندركه بالحس هو الحقيقه؟ ما هى حقيقة الإنسان؟ إن معشر الفلاسفه والحكماء الإلهيين برهنوا على أن الإنسان جسد ونفس…ماده ومعنى …ونفسه الناطقه لها السلطان على الجسد بثلاث قوى وهى العقل والشهوه والغضب ،وقالوا أن بحاكمية العقل على الشهوه والغضب يستطيع الإنسان أن يصل الى كماله الحقيقي ويحول القوى الى فضائل……العقل الى الحكمه ،والشهوه الى العفه ،والغضب الى الشجاعه …..هذه فضائل قوى النفس. ما وصل إليه المعسكر الآخر من الماديين والتجريبيين هو أن الإنسان ماده لا يعلم يقيناً منشأ الحياه ،ولهذه الماده حاجات لابد أن تلبى ويكون هذا فى إطار قوانين يضعها الإنسان نفسه -تخيل طفل في غرفه بها حلوى يضع قوانين تنظم إلتهامه لهذه الحلوى- وعلى صاحب الحيله والعصا الأطول والنفوذ والتأثير أن يتسلط على الأرض بمواردها وعلى الضعيف أن يعمل بجد حتى يصير الأغنياء أكثر ثراءاً ويسلسلوا أصحاب الوظائف بالقروض والإئتمان معدلات الفائده وتوظيف الإعلام والإعلانات بتقنية السلحفاه والجزره حتى يقال مت ثرياً أو عش وأنت تحاول……كالآتان في الساقيه. أى الفريقين أفضل…..فريق تفلسف فعرف الوجود على حقيقته أم فريق تسافل فعرف الماده ونهبها وظلم نفسه وتناساها؟ إن نظم التعليم التى وضعها الماديون تحولك للآتان الذى تكلمنا عنه ،ونظم التعليم التى تضعها الفلسفه تجعلك قادرا على فهم الواقع على حقيقته لتنطلق منه الى العالم تحت مظلة الإله وتقسط الى الناس والى نفسك. وكما قال أفلاطون متى أُستخدمت "الفلسفه" لكى نحكم بفشلها؟ وكما أقول أنا تفلسفوا يرحمكم الله. أنقذوا عالمكم من الدمار ،لقد حاولتم وقتلتكم التجارب وملئتم أرض الله دماً وقيحاً ،تناحرتم على الماده وتناسيتم ما ورائها وأدعيتم العلم وما برهنتوا على علمكم…دعوتونا بالمتهافتين ولا نرى متهافت غيركم. الإلهيون- فلاسفة كانوا أو أنبياء- رميتم دعواهم خلف ظهوركم وأخذكم الكبر والعزة وتناولتم العالم بأيدى غشيمه وأوصلتموه الى هذه اللحظه…هذه الصوره من عمل أيديكم