قالت صحيفة "حرييت" التركية اليوم، إن القواعد والحسابات داخل حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" انقلبت رأسا على عقب، وأصبح الأمر صعبا بعد قرار الحزب مواجهة ما يدعى ب"المؤامرة". وأضافت أن حزب العدالة والتنمية يواجه واحدة من أكبر قضايا الفساد في تركيا، إضافة إلى تحول حلفائه إلى أعداء، مثل حركة "جولان" الإسلامية، والآن وجد الحزب نفسه في معركة ليس فقط مع الحركة التي هي دولة داخل الدولة، وإنما أيضا في معركة مع نفسه. وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب فقد بالفعل أربعة نواب، منهم وزيران سابقان، في نفس الوقت يخيم التعتيم على قضايا الفساد، خاصة الأسماء البارزة بما في ذلك أبناء الوزراء السابقين، وهي نتيجة مباشرة لجهود الحزب في تغيير القواعد، مضيفة أنه حتى التعديل الوزاري لا يمكن أن ينقذ حزب العدالة والتنمية، فكارثة "الفساد" قضت بالفعل على أسطورة حزب العدالة والتنمية الذي كان غير قابل للطعن أو الزعزعة. وأوضحت أن "أردوغان" وحزبه سيحاولان تفادي فضيحة الفساد، عن طريق تطهير قادة الشرطة وأفراد الأمن، حيث إن رئيس الوزراء يريد أن ينقذ حكومته حتى لو استخدم أسلوبا بعيدا عنه. ولفتت إلى أن قضايا الفساد الأخيرة قادت إلى استقطاب تركيا بشكل كبير، وأظهرت خطورته، وفي المقابل يحاول حزب العدالة والتنمية تعزيز قوته عن طريق الجهود اليائسة كالمسيرات الموالية للحكومة أو رئيس الوزراء أو ربما الدعوة لانتخابات مبكرة. واختتمت الصحيفة بقولها: الصمت غير العادي من جانب حلفاء تركيا يثير الشكوك، وربما نتيجة لادعاءات "أردوغان" أن قضايا الفساد هي مؤامرة خارجية ضد حكمه، ولكن هناك معنى آخر، وهو أن حزب العدالة والتنمية بدأ يفقد سحره في الخارج.