في تمام السادسة مساء اليوم السبت بتوقيت القاهرة سيكون العملاقة المصري الإفريقي النادي الأهلي على موعد مع واحدة من مبارياته التاريخية الكبيرة، وذلك عندما يواجه فريق جوانزو إيفرجراند الصيني بطل آسيا في ربع نهائي مونديال الأندية أبطال القارات على ملعب أغادير بالمملكة المغربية. الأهلي يدخل مباراة اليوم كأهم فريق البطولة حيث إنه الأكثر مشاركة ولعب مباريات بها، وهو صاحب المقام الرفيع كأكثر فريق متوج بلقب قارته وأحد أكثر فرق العالم تتويجا بالبطولات محليا ودوليا. توج الفريق الأحمر باللقب الإفريقي هذا العام للمرة الثانية على التوالي والثامنة في تاريخه في إنجاز غير مسبوق، أثبت من خلاله أنه فريق لا يعرف المستحيل، ففي ظل ظروف غاية بالصعوبة وأزمات سياسية طاحنة أجبرته على خوض المنافسات بعيدا عن ملعبه ومحروما من جماهيره، وبدون مسابقة محلية ووسط أزمات مالية طاحنة، إلا أنه تجاوز كل ذلك وعبر كل الخصوم إلى الأميرة السمراء. يدخل الفريق الأحمر مباراة اليوم معززا بمجموعة من الدوافع المعروفة التي ترجح من كفته وتجعله المرشح الأبرز للانتصار برغم الأفضلية الفنية التي قد تصب نسبيا في مصلحة منافسه الصيني. فالأهلي يلعب هذه المباراة وبين صفوفه عدد من الأسماء الأسطورية التي قد تكون تلك البطولة هي الظهور الأخير لهم آملين أن تكون كلمة النهاية لمشوارهم مناسبة للإنجازات التي لن تنسى التي حققوها خلال مسيرتهم الطويلة وعلى رأسهم محمد أبوتريكة صانع الألعاب، والذي أعلن وأكد رسميا أن المشاركة في البطولة سيكون الأخير له مع كرة القدم، إلى جانب قائد الفريق ونجم دفاع منتخب مصر وائل جمعة التي تشير كل التكهنات أنه سيضع حدا لمسيرته الرياضية عقب البطولة أيضا. وبالإضافة لذلك فإن محمد يوسف المدير الفني للفريق يأمل في أن تكون بدايته مع الفريق نارية بمعنى الكلمة، فالمدرب حديث العهد أحبط كافة الانتقادات وأثبت للجميع قدرته على قيادة فريق بحجم الأهلي بعد التتويج الإفريقي، ولو تمكن في هذه البطولة من بلوغ المربع الذهبي فسيعني ذلك أنه بات بشكل قاطع اسما كبيرا في سماء التدريب المصري، وهو حال العديد من اللاعبين أيضا الذين يسعون من خلال تلك المباراة تحديدا تسويق أنفسهم على أمل الاحتراف الخارجي في ظل مستقبل ضبابي للمسابقات المحلية. وعلى الجانب الفني فطالما تحدث يوسف في الأيام الماضية عن صعوبة المنافس الصيني وخاصة في الجانب الهجومي، وهنا يأتي الاختبار الحقيقي ليوسف، لاسيما وأن فريقه سيواجه فريقا تكتيكيا بمعنى الكلمة ودرس الأهلي جيدا، ويحتاج يوسف في هذا اللقاء إلى حل المعادلة الصعبة، بكيفية ملء وسط الملعب وإغلاق المناطق الدفاعي بشكل صحيح وبلاعبين سريعين، وتوفير عناصر قادرة على التحول الهجومي بشكل سريع. ومن المنتظر أن يلعب يوسف معتمدا على الهجمات المرتدة لأن الاندفاع الهجومي قد يضر بالأهلي أكثر مما يفيده، لسرعة المنافس في التحول. ومن جانبه فإن جوانزو وبرغم أنه اسما جديدا على المصريين إلا أن الفريق الصيني صعد إلى قمة الكرة الأسيوية بسرعة كبيرة تحت قيادة الإيطالي المحنك مارسيلو ليبي ومجموعة من الأسماء المميزة سواء محلية أو محترفة من البرازيل والأرجنتين. ويلقب الفريق الصيني بمانشستر يونايتد آسيا لما يمتلكه من قوة تكتيكية وثبات انفعالي وأداء جماعي ملفت يجعله منافسا صعبا ويجب أن يحسب له ألف حساب. ولكن ليبي وبرغم ما يمتلكه من خبرات ولاعبين بامكانيات عالية، إلا أنه اعترف بنفسه على أفضلية الأهلي، خاصة من ناحية الخبرة والتاريخ، وعلى الأهلي استغلال ما يرجح من حظوظه بالشكل السليم. التشكيل الرسمي للأهلي لم يعلن بعد وسط أنباء متضاربة عن الإصابات في الصفوف، إلا أن التشكيل الأقرب الذي سيدفع به يوسف سيكون بتواجد إكرامي في المرمى خلف الرباعي شريف عبد الفضيل ومحمد نجيب ورامي ربيعة ومحمد نجيب وصبري رحيل، وفي الوسط محوري الارتكاز أحمد فتحي وحسام عاشور أمامهما أبوتريكة ووليد سليمان وعبد الله السعيد، وتبقى المشكلة في قلب الهجوم بين السيد حمدي ودومينيك وعماد متعب وأيهم سيختار.