في تجاهل تام من الدولة لأول مرة لاعتصام الحديد والصلب، يواصل العمال اعتصامهم لليوم السادس على التوالي داخل مقر المصنع، رغم عدم توقف خطوط الإنتاج عن العمل. تجمع الآلاف من العمال أمام مقر الإدارة منذ صباح أمس الأحد، للتعبير عن مطالبهم المتمثلة في تشغيل المصنع، وتوريد فحم الكوك، وضخ استثمارات لتحديث المعدات، وصرف الأرباح السنوية كاملة كدفعة واحدة بواقع 16 شهرا كما أقرتها الجمعية العمومية للشركة، وإقالة كل من رئيس مجلس الإدارة، ورئيس الشركة القابضة، وسحب الثقة من اللجنة النقابية، وإلغاء القرارات «التعسفية» التي صدرت بحق القيادات العمالية خلال الفترة الماضية، والتحقيق في ملفات الفساد داخل الشركة وتحويل المسئولين عنها إلى النيابة العامة. أوجز محمد عبد الحميد – أحد العمال، الأزمة قدر طاقته قائلا: «عبد الناصر» بنى الشركة دي زمان عشان تشتغل، وبنى شركة الكوك مخصوص عشان تورد لنا الفحم، لكن دلوقتي عاوزين يوقفوها وعندنا أزمة في الفحم!. وأضاف همام يوسف – عامل: احنا مش عايزين الأرباح قد ما احنا عايزين نشغل الشركة. فيما قال العامل وائل أبو زيد: «عاوزين ندفع عجلة الإنتاج ونشغل الشركة، الحكومة والإدارة والشركة القابضة هما اللي بيعطلوا الإنتاج مش احنا، عن طريق عدم تقديم حلول لمشكلات الشركة وعدم توفير فحم الكوك، لأنه الأساس القائمة عليه الصناعة ويدخل في كل مراحل الإنتاج». أما يوسف رشوان – أحد القيادات العمالية بالشركة، فقال إن الاعتصام لا تحركه جماعة الإخوان كما أشيع في الإعلام، وإن كانت هناك بعض محاولات العمال التابعين للإخوان بترديد هتافات «يسقط حكم العسكر»، لكن العمال نهروهم وطردوهم خارج الاعتصام، مؤكدا أن ما نشرته قناة «الجزيرة» محض أكاذيب وتقارير مفبركة، كذبها العمال أنفسهم ببيان صادر عنهم. وقال محمود بكير – مدير عام الشركة، إن عمال الحديد والصلب لم يلجأوا إلى أية ممارسات لجني مكاسب مثلما فعل الكثيرون في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، ومع ذلك يتم الآن الاستهانة بهم وتجاهل مطالبهم التي يصب الكثير منها في صالح الشركة واقتصاد الدولة بالكامل، ونذكر أن اعتصام عمال الحديد والصلب الذي كان في نوفمبر 2011 كان من أجل المطالبة بتدخل الدولة والقوات المسلحة لحماية الشركة من السرقات إبان انتشار الفوضى والسرقات وغياب الأمن في البلاد، ولم يكن بهدف الحصول على زيادات في الأجوز أو الحوافز أو غير ذلك. يعود إنشاء شركة الحديد والصلب إلى عام 1956، التي كان الهدف من تأسيسها أن تكون مصدرا للخامات اللازمة لعدد من شركات القطاع العام، فهي لا تنتج حديد تسليح مثل باقي شركات الحديد، لكنها مصممة كي تنتج بلاطات – مربعات – للبيع لشركات القطاع العام والخاص في مصر وكذلك لبيع شرائط صلب – لفائف صلب – كمر – زوايا بالأبعاد المختلفة، كما يوجد بها عنبر صغير لتصنيع حديد التسليح (يسمى القطاعات الخفيفة بإنتاجية 120 ألف طن فقط)، وكانت الشركة تمد العديد من شركات قطاع الأعمال بالخامات مثل شركات السكة الحديد – الكهرباء – النصر لصناعة السيارات – إيديال – شركة الدلتا للصلب – شركات المقاولات، كالمقاولين العرب وغيرها، كما أن شركة الحديد والصلب حاليا تقوم ببيع العديد من الخامات الثانوية مثل بعض الخامات بالواحات لتدخل في صناعة الأسمنت وغيرها.