تباينت آراء الشارع الفيومي، واختلفت رواياته حول مآسى قطار الغلابة بالمحافظة، والتي كان آخرها حادث قطار دهشور الذى راح ضحيته أكثر من 27 من أبناء الفيوم، وأصيب العشرات، واتفق الجميع على خطورة الوضع الحالي لمنطقة المناورة لحركة قطار الفيوم والتي اخترقها الأهالي ذهاباً وإيابا من المنطقتين الواقعتين على جانبي شريط القطار "المنطقة السكنية للإصلاح الزراعي و منطقة المدرسة الفكرية للصم والبكم " إلى منطقة السوق الملاصقة لشريط القطار وكلاهما من المناطق كثيفة السكان بالمدينة ويجاورهما أكبر سوق عمومية بالمدينة ويطلق عليها الأهالي سوق الثلاثاء والجمعة ويرتادها المئات من أهالي القرى بالمحافظة مرتين أسبوعيا بأعداد غفيرة لبيع منتجاتهم من الألبان والطيور والخضراوات والفاكهة أسبوعيا. وأصبح القطار يمثل خطورة بالغة على السوق وزبائنها بسبب تهدم الحواجز التي تحمى شريط القطار وتفصله عن السوق والأهالي أثناء دخوله لمحطة الفيوم أو مغادرتها أوحتى أثناء مناوراته المتعددة. وتعود المشكلة التي زادت خطورتها عقب قرار محافظ الفيوم الأسبق المهندس أحمد على أحمد بتجميع العشرات من الباعة الجائلين للقضاء على عشوائية الأسواق بالمدينة، بسويقة نموذجية كلف الوحدة المحلية لمركز ومدينة الفيوم بتنفيذها بالمنطقة الملاصقة لشريط القطار ويفصلها حائط مرتفع لحمايتها من مخاطر القطار .. ونجحت الفكرة وجمعت العشرات من الباعة وقامت الوحدة المحلية بنقل سوق الثلاثاء والجمعة إلى نفس المنطقة أسفل الكوبري العلوي والتي تمتد من مبنى المديرية المالية إلى الشارع المؤدى إلى قسم شرطة الفيوم واقتحم الأهالي الذين يتوافدون بأعداد كبيرة مناطق حرم القطار بخلاف حالات العبورالمخالف لأهالي المنطقتين السكنيتين. وطالب محمد عبد الحميد عامل، بسرعة التحرك قبل وقوع الكارثة بإقامة سور يحمى خط سير القطار ويفصله عن السوق إلى جانب استكمال الحاجز الحديدي بطول الشريط، وناشد الدكتورحازم عطية الله محافظ الفيوم بتكليف لجنة هندسية لمعاينة المنطقة على الطبيعة وتحديد أماكن الخطورة للفصل بين الأهالي والتجار والمترددين على السويقة و القطار. وكشف أحمد مصطفى، أن محافظة الفيوم .. سبق وطالبت وزارة النقل بضرورة استغلال مبلغ 40 مليون جنيه خصصتها الوزارة لتطوير محطة السكة الحديد بالمدينة، وإعادة توجيهها لتنفيذ عملية ازدواج شريط القطار من "الفيوم إلى الواسطى بني سويف و الفيومالقاهرة" ودراسة نقل الشريط خارج نطاق القرى والتجمعات السكانية مع تزويد القطاربعربات حديثة ومكيفة إلى جانب تطوير المزلقانات وتأمينها إلكترونيا. واتفق عصام هلال " موظف " أن الخط الحديدي الذي يربط بين الفيوموالقاهرةوالفيوم والصعيد يمر عبر العديد من القرى والتجمعات السكانية، خاصة بقرى مركز ومدينة الفيوم وينتج عنها العديد من المخاطر والحوادث وتمثل خطورة بالغة على حياة المواطنين. ويقع عليه العديد من المزلقانات القديمة والتي تعانى من مشاكل لا حصر لها ولم تمتد لها يد التطوير منذ فترات طويلة وتعدأحد أهم الكوارث والحوادث بالإضافة إلى أن الخط الحديدي الذي يربط الفيوم بجميع المحافظات بالقطار خط واحد و مفرد. و أوضح عويس محمد" موظف " أن قطار الفيوم يستقله الغلابة من الأهالي في نقل بضائعهم من الخضروالفاكهة من قراهم إلى مدينة الفيوم، حيث أماكن البيع إلى جانب عدد قليل من طلاب مركز الواسطى الدارسين بالفيوم، و أضاف أن القطار يحتاج إلى عناية ومتابعة وإشراف، مشيرا إلى أن بعض الأهالي من الغلابة يستخدمون القطار فينقل الحمير والمواشي بالأماكن المخصصة لركوب الأهالي في منظر يدعو للحسرة والأسى وتجد القطار محطم النوافذ ومفتوح الأبواب ومنعدم الرقابة، وقال عبد اللطيف الهادي حميدة، إن هناك تقارير للجان شكلتها المحافظة لمعاينة مزلقانات السكة الحديد كشفت عن وجود مخالفات خطيرة وإهمال صارخ بالمزلقانات التي تقع زمام المحافظة وتهدد بوقوع كوارث وحوادث جديدة. وأكد اللواء محمد حسن حمودة السكرتير العام المساعد للمحافظة، أن محافظ الفيوم كلف لجنة هندسية متخصصة لتطوير 11 مزلقانا بصفة عاجلة لخطورتها وقامتاللجنة بمعاينة المزلقانات على الطبيعة من بداية المزلقان الموجود بجوارمضرب الأرز بشارع النبوي المهندس إلى مزلقان " الروس " بطريق أسيوط الغربي، وتبين للجنة أن المزلقانات لا يوجد لها بوابات غلق أو فتح والعملية تتم بطريقة بدائية بالسلاسل، والإشارات الضوئية معطلة و أجهزة التحذير لا تعمل وعلى جانبي الطريق وغير مرئية، كذلك لا توجد علامات تحذيرية في مناطق المزلفانات في الاتجاهين والطرق بمحيط شريط القطار بالمزلقان مكسرة وتحتاج إلى تبليط، وكذلك المداخل والمخارج من وإلى المزلقان لتسيير وتسهيل حركة العبور. وأشار إلى تقرير سابق للجنة أخرى متخصصة أثبت عدم وجود حواجز بين مسار السكة الحديد والطريق المرصوف بجواره لحماية المارة والكتل السكنية المجاورة له و كذلك لا توجد غرف للحراسة و إن وجدت فهى غير مجهزة للاستخدام الآدمي اليومي " كالكهرباء المياه الصرف الفرش ". وأكد التقرير عدم وجود أعمدة إنارة والرؤية ضعيفة للغاية في مناطق المزلفانات، وحذرت من وجود معابر عشوائية على مسار القطار بالقرب من المناطق السكنية وسور نادي قارون. وأضاف أن المحافظة اتخذت قراراً بناء على توجيهات المحافظ بالبدء الفوري في تطوير المزلقانات قبل وقوع أي حوادث من خلال تدبير الاعتمادات المالية، ويتم استردادها من وزارة النقل بعد عملية التطوير.