نشرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية مقالا عن اتفاق جنيف حول البرنامج النووي الإيراني وآراء بعض النقاد حوله، وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" رحب باتفاق جنيف كخطوة أولى مهمم نحو حل شامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث صرح " أوباما" بأن هذا الاتفاق هو الأول من نوعه منذ حوالي عقد من الزمان الذي تمكن من توقف تقدم البرنامج الإيراني، وقطع مسارات إيرانية لتصنيع قنبلة نووية. وأضافت الصحيفة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هذا الصباح، يبدأ بفترة ستة أشهر متضمنا: قيودا حول البرنامج الإيراني، ومعالجة المخاوف حول قدرة إيران على التخصيب، والمخزون الحالي، وأجهزة الطرد المركزي، وقدرتهم على إنتاج البلوتونيوم بالمفاعل "آراك". وأوضحت الصحيفة أنه عندما أعلنت حكومة "أوباما" تفاؤلها بخصوص الاتفاق، أعربت إسرائيل والجمهوريون بالكونجرس الأمريكي عن مخاوفهم بشأن الاتفاق، مبينة أن "أوباما" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لم يتحدثا قبل الإعلان عن الاتفاق، لكنهما في الغالب سيتحدثان اليوم. وأشارت الصحيفة إلى بيان لحكومة "نتنياهو" الذي يقول إن "الاتفاق سيئ" حيث يمنح إيران ما أرادته من تخفيف العقوبات عليها واحتفاظها بالأجزاء الأساسية ببرنامجها النووي. وتابعت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" وصل صباح أمس إلى جنيف للانضمام إلى وكيلة الشئون السياسية "ويندي شيرمان" التي قادت الوفد الأمريكي خلال المفاوضات، لعقد اجتماعات خاصة بين الولاياتالمتحدةوإيران فقط لعقد مفاوضات حول تقليل بعض العقوبات على إيران، لكن القوى العالمية وأمريكا ستستمر في تنفيذ معظم العقوبات المفروضة على إيران في الوقت الحالي حتى تنفيذ إيران لجانبها في الاتفاق. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن "كيري" يوافق "أوباما" في رأيه عندما قال إن الاتفاق هو خطوة أولى نحو حل سلمي وليس نهائيا، ويشيد "كيري" ب "أوباما" على زيادة العقوبات التي ضغطت على إيران للموافقة على المفاوضات منذ البداية، فكان الهدف من العقوبات هو انعقاد المفاوضات لتأمين اتفاق قوي حول البرنامج النووي، مشيرة إلى أن طهران يجب أن تثبت أن برنامجها لأغراض سلمية فقط بالتزامها بشروط الاتفاق خلال الستة أشهر المقبلة. وأضافت الصحيفة أن إيران وافقت على تدخل أمريكا في البرنامج وأنها سترسل مفتشين دوليين لمراقبة كل إمكانيات إيران النووية، والتأكيد على تطبيق إيران للاتفاق، وأن العقوبات ستظل كما هي خلال الستة أشهر، لكن في مقابل تنازلات إيران فستحصل على تقليل بعض العقوبات مؤقت ومحدود ويمكن الرجوع فيه في أي لحظة إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق. و أشارت الصحيفة إلى أن الديمقراطيين بالكونجرس الأمريكي كانوا هادئين جدا حول الصفقة، في حين كان الجمهوريون متشككين حول الاتفاق والتزام إيران به، موضحة قول زعيم الأغلبية في مجلس النواب "أريك كانتور" إن أمريكا يجب أن تظل في حالة يقظة واستجابة فورية لأي مخالفة من إيران، و على أمريكا إعادة بناء تحالفاتها في الشرق الأوسط والوقوف مع أقرب الشركاء ضد أي عدوان إيراني. واختتمت "بوليتيكو" مقالها ببعض التصريحات لبعض أعضاء الكونجرس من الجمهوريين عن خطورة الاتفاق بالنسبة لحلفاء الولاياتالمتحدة بالشرق الأوسط وشعورهم بالقلق من عدم التزام إيران بجانبها من الاتفاق.