منذ سنوات كان معهد أورام طنطا هو الصرح الطبي الثاني علي مستوي الجمهورية المتخصص في علاج الأورام، بعد معهد الأورام القومي بالقاهرة، وكان يقدم خدماته العلاجية والطبية لأكثر من10 ملايين مواطن بمنطقة وسط الدلتا، خاصة محافظتي الغربية وكفر الشيخ، اللتين تضمان أعلي نسبة إصابة بالأورام علي مستوي الجمهورية، بالإضافة إلي الحالات التي يتم تحويلها من المحافظات الأخري تتلقي العلاج الكيماوي والإشعاعي. يضم المعهد فريقا طبيا متخصصا علي أعلي مستوي علمي، حيث شهدت غرفة عمليات المعهد أكبر العمليات، خاصة أورام السرطان ولم يشهد من قبل حالات وفاة أو عاهات مستديمة لوقت قريب. فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد ثورة 25 يناير شهد معهد أورام طنطا سقوط العديد من الضحايا من المرضى ، وذلك لقلة خبرة الأطباء الموجودين داخل المعهد، وشهد المعهد خلال الفترة الأخيرة تدهورا كبيرا في مستوي الخدمة الطبية، مما يؤكد أنه في حاجة ماسة الي عملية تطهير داخلية بعد ما أكد العديد من أهالي المرضى الإهمال الجسيم ، إلا إنه ورغم أهميته كغيره من المستشفيات العامة المنتشرة على مستوى الجمهورية يعاني الكثير من الكوارث . بخاصة وأن إدارة المعهد تقاعست فى مواجهة هذا الإهمال الذى أدى لوفاة العديد من الحالات داخل غرف العمليات بسبب الأخطاء من قبل الأطباء وهو ما أكده غالبية العاملين بالمعهد وأن المعهد يشهد إهمالًا جسيما لم يلتفت إليه أحد من المسئولين بالصحة. فى خلال شهر نوفمبر 2013 شهد المعهد حالات وفيات كبيرة وعاهات مستديمة بسبب الأخطاء الطبية دون تدخل الأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة، وهى المنوطة بالإشرف والتفتيش ومتابعة حالات الموتى وغيرها من حالات العاهات المتسبب فيها الخطأ الطبى ومحاسبة الطبيب فى هذا الخطأ، كما حدث سابقا، حيث يوجد قضايا كثيرة من أهالى المرضى الذين لقوا مصرعهم نتيجة للأخطاء الطبية أمام المحاكم ومنها حالة المريض شعبان محمود الفيومى -51 سنة – من كتامة بسيون برقم ملف 7/2009 والذي توفي أثناء استئصال جذرى للمثانة علما بأنه لا يوجد ورم لديه وقضيته تتداول أمام محكمة طنطا وينتظر تقرير الطب الشرعى، كما طالب أهله برأى خبراء الأورام فى تقرير الطب الشرعى بحالة المتوفى. أشار أحد خبراء الأورام ، أن الإجراءات التى تتبع من خلال معاهد الأورام الحديثة تكون أثناء عمليات الاستكشاف لمعرفة الورم ويتم التعرف عليه وإذا كان فى حالة تقدم، يحتاج اتخاذ قرار لاستكمال الجراحة من عدمه وذلك للجراح الخبرة فى هذه العمليات، لأن عدم وجود الخبرة واستكمال العمليات على هذا الوضع، يعرض المريض للخطر أو الموت. ومن الوقائع العديدة التى تثبت وجود أخطاء طبية قاتلة شهدها هذا المعهد، تذكرة المريض رقم 3658 لسنة 2013 باسم سعد سعد، أثناء عمل جراحة لإزالة ورم فى الغدة القوزية اليمنى ( خطأ طبى ) ووفاة المريض، حالة أخرى تعود وقائعها عندما تشاجر صيدلى بالمعهد ويدعى (احمد .ا) من شباب الثورة وطبيب نائب ويدعى ( عماد . ر) والذى ينتمى إلى جماعة الإخوان بسبب مشادة كلامية حول " السيسى والإخوان" ارتفعت أصواتهم بالمعهد ووصلت الى غرفة العمليات، على الفور قام الدكتور (ع . ا) جراج كبير بالتدخل الفورى السريع وترك مريض داخل غرفة العمليات أثناء إجراء جراحة له بعملية ( الغذة القوزية اليمنى)، مما تسبب فى قطع وريد ونزف المريض على ترابيزة العمليات وتوفى، وقام الطبيب بإبلاغ أهل المريض أنه يعانى من سرطان وأخاف أسرته من التشريح وخلافه وطالبهم بإخراج المريض وبالفعل قام أهل المريض بإخراجه بناء على طلب الطبيب، ومات المريض " سعد " بخطأ كبير من الطبيب الجراح وقام أهله بتحرير محضر بالواقعة ضده. أما تذكرة المريضة رقم 3270 لسنة 2013 باسم رجاء بسيونى وكانت تجرى لها جراحة ( إزالة ورم واستئصال الكلى) حدث لها أثناء العملية تهتك شريان الأورطى والوريد الأجوف السفلى، تم وضع عدد 5 فوط من الحجم الكبير فى بطن المريضة لمحاولة إيقاف النزيف ونقلها للعناية المركزة وتوفيت بعد ساعات، فقام أحد النواب بنقل الجثة للعمليات مرة أخرى وفتح الجرح وإخراج الفوط، وإعادة غلق وخياطة الجرح مرة أخرى والحالة متوفية. أما التذكرة 3651 لسنة 2013 باسم المريضة نجاة على حسن، كانت تجرى لها عملية استكشاف لوجود ورم بالبطن، ماتت بعد ساعات من إجراء العملية لها، غير الحالات التى أصيبت بعاهات مستديمة بالشلل وفقد بعض الأعضاء. نحن أمام كارثة تهدد المرضى بمعهد الأورام بطنطا دون رقيب، والسؤال الذي يطرح نفسه هو من المسئول عن ضياع أو إهدار حقوق المرضي وغيرهم من الحالات التي تتردد على مركز أورام طنطا بشكل يومي، خاصة أن معظمهم من محدودي الدخل؟.