وطراد «فارياغ» يفتح شهية دعم العلاقات البحرية بين البلدين بدأت ملامح العلاقات الرسمية بين مصر وروسيا، فى التقارب مجددًا، بعدما اتفق الجانبان على تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية حول تحركات واجتماعات ومخططات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، خاصة بالنسبة لأجنحة وأعضاء التنظيم فى الدول المنشقة عن الاتحاد السوفيتي، لرصد تحركات أعضاء التنظيم وعناصره بتلك الدول بعد سقوط حكم الإخوان. كشفت مصادر رفيعة المستوى فى القاهرة ل«البديل»، أن زيارة فيسكلاف كوندراسكو، مدير المخابرات الحربية الروسية الأخيرة للقاهرة التى استمرت لعدة ساعات، تبادل خلالها الجانبان معلومات هامة بشأن مخططات تنظيمى الإخوان والقاعدة الدوليين ضد أهداف عسكرية مصرية في سيناء، وأن عناصر من دول إسلامية يجرى تدريبها، للدفع بها إلى مصر عبر ليبيا والسودان واليمن. وذكرت المصادر –التى فضلت عدم ذكر أسمائها-، أن مدير المخابرات الحربية الروسية استمع أيضًا إلى تقييم مصري شامل حول الأوضاع الأمنية في مصر، وقدم معلومات بشأن عناصر إرهابية تحارب الآن ضمن القوات المتمردة فى سوريا المسماة ب«الجيش السورى الحر»، ولا تنتمى للمعارضة السورية، موضحًا أن هناك اتصالات بين تلك العناصر وأخرى موجودة فى سيناء. فى الوقت ذاته، وصل فى ساعة مبكرة من صباح اليوم، الاثنين، وفد شعبى روسى فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، يلتقى خلالها بعدد من المسئولين والأحزاب السياسية. وتأتى هذه الزيارة عقب عودة وفد شعبى مصرى من موسكو مؤخرًا فى إطار محاولة التقارب المصرى الروسى مرة أخرى، بعد ثورة 30 يونيو ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين. ويضم الوفد ليونيد أسيف، مستشار بإدارة الرئيس الروسى ونائب رئيس حركة شباب بوتين (ناش)، وديمترى باكادوموف، مدير الصندوق الدولى للتضامن المسيحى، وأنوروفى كوروتوى، كبير باحثين بأكاديمية العلوم الروسية، ونويف إبراهيم، قيادى بحركة شباب بوتين (ناش) ومسئول قسم «إف أم» بإذاعة صوت روسيا الحكومية. وفى سياق متصل، تشهد القاهرة خلال اليومين القادمين زيارة مهمة لمسئولين روسيين، وهما وزير الدفاع ووزير الخارجية، وفى الوقت نفسه أكدت مصادر مسئولة، أنّ القوات البحرية المصرية ستبدأ فى تبادل البعثات مع نظيرتها الروسية خلال أيام، من أجل خلق تعاون علمى مشترك في مجال البحرية، مضيفة أن قائد القوت البحرية المصري حرص اليوم على أن يكون في استقبال الطراد الروسي "فارياغ" الذي وصل الإسكندرية في طريقه إلى التمركز بالبحر المتوسط . ويعد طراد «فارياغ» الذى تم بناؤه عام 1983 واحدًا من السفن الضخمة فى أسطول المحيط الهادئ، إذ يبلغ طوله 186 متراً، ووزنه 11 ألف و489 طنًا، وسرعته 32 عقدة، ومدى إبحاره 7500 ميل بحرى، أى ما يعادل 30 يومًا. بدأ الطراد الصاروخى خدمته الحربية في البحر المتوسط، وستقوم هذه السفينة الرائدة في أسطول المحيط الهادئ بتنفيذ مجموعة من المهام، من بينها توحيد مجموعة السفن والقوارب التابعة للقوات البحرية الروسية في هذه المنطقة، وسيدخل فارياغ في الفترة من 11 وحتى 16 نوفمبر، ميناء الإسكندرية المصري فى زيارة غير رسمية. يشار إلى أن تصريحات منسوبة لمسئولين روسيين فى إحدى الشركات المتخصصة فى تصدير الأسلحة والمعدات الروسية إلى الخارج، أكدت أن روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح، مضيفة لوكالة أنباء «نوفوستى»، أن المسألة الأساسية هي «مدى قدرة مصر على تسديد قيمة السلاح». ومن المقرر أن يزور الخبراء الروسيون مصر ضمن الوفد الحكومى، بعد غدٍ الثلاثاء. وقال الخبراء الروس، إن «العلاقات التقليدية التي تطورت من علاقات ربطت سابقًا الاتحاد السوفييتي من جهة ومصر من جهة أخرى إلى علاقات (روسية – مصرية)، ومنها في مجال توريدات الأسلحة والمعدات، تبقى على ما هى عليه». وأضافوا: «مستعدون لإجراء محادثات مع الجانب المصري حول إمكانية تسليمه التقنيات العسكرية الحديثة، وكذلك تصليح المعدات القديمة التى تسلمها المصريون أيام الاتحاد السوفيتي». فيما أكد مصدر مطلع على ملف التسليح المصرى ل«البديل»، أن مصر تلجأ لمبدأ «حمل العصى من المنتصف» فى تعاملها مع ملف التسليح، خصوصًا أن السياسية المتبعة فى الجيش المصرى كانت تهتم بالتنويع فى الأسلحة المختلفة لديها، لما له من تداعيات إيجايبة. وأوضح المصدر، أن زيارة جيسون تشافيز، رئيس اللجنة الفرعية للأمن القومى بمجلس الشيوخ الأمريكى، لمصر يوم السبت الماضى، مرتبطة بشكل أساسى بحالة الحراك التى تشهدها العلاقات المصرية الروسية، لكن مصر تنتظر أن تفى أمريكا بالتزاماتها وفق الاتفاقية الخاصة بالمعونة العسكرية التى تقدر ب 1.3 مليار دولار سنويًا، ومنحها "4″ طائرات طراز «إف 16»، كانت من المفترض أن تصل القاهرة قبل انتهاء يونيو الماضى. وأضاف «مصر لاعب أساسى فى منطقة المتوسط ورصيدها الاسترايتجى كفيل بدعمها دوليًا، ولن نقبل بضغوط أمريكية، ولن نسمح بمواءمات على حساب الشعب المصرى وإرادته وسنقوم بتحميل جسون تشافيز، رسائل للجانب الأمريكى، تتضمن مطالبتهم بالتراجع عن موقفهم حيال مصر»