تشهد الحركة السياحية فى مصر ركودًا ملحوظًا فى حركة البيع والشراء، وتضارب تصريحات المسئولين بشأن تعثر الحركة السياحية وإمكانية عودة انتعاش القطاع السياحى من جديد. وتتأثر تبعًا لذلك الأماكن والمحال السياحية، كالبازارات التى عانت من ركود ملحوظ فى الحركة التجارية، وأخذ أصحاب هذه البازارات يتحسسون الأمل بين تصريحات المسئولين التى تختلف من بيان لآخر. وفى ظل ذلك الحزن المخيم على قطاع السياحة، التمس أصحاب البازارت الأمل، فى الاحتفال المهيب الذى شهده معبد "أبو سمبل" بأسوان، حيث تعامدت الشمس في ذكري ميلاد الملك رمسيس الثاني على المعبد، وحضر الاحتفال وزراء ومسئولون و500 سائح من جنسيات مختلفة بجانب سفراء بعض الدول، ورسمت فرق شعبية استعراضية البسمة والسعادة على أوجه الحاضرين وانتهى اليوم مع غروب الشمس. وانتقلت "البديل" لترصد نماذج من القليلين الذين حاولوا كسر الإحباط واليأس، وقام بفتح بزاره لعل وعسى يعود الرزق مع عودة الشمس على وجه ملك المعبد. أشرف: قبل ركود الحركة السياحية والدي كان بيصرف عليا وعلى أولادي الاتنين. كان يجلس وحيدا أمام آخر بازار مفتوح وكأنه ينتظر شيئًا ما "أشرف محمود حسن" 34 سنة حاصل على، بكالوريوس تعاون وإرشاد زراعي جامعة أسيوط، عندما سألناه هل تملك مصدر رزق آخر غير العمل في البازار؟ قال: "لا أملك أى مصدر رزق آخر، وقبل ركود الحركة السياحية كنت قاعد فى البيت، ووالدي كان بيصرف عليا وعلى أولادي الاتنين". وأضاف أشرف "كنا فى السابق وقبل تدهور السياحة نكسب فى اليوام الواحد ما حوالي 150 جنيهًا أو أكثر والآن لم نبع في يوم التعامد حتى 5% مما كنا نبيع في السابق، ولو بعت ب 10 أو 20 جنيهًا بيكون كويس الآن عدد البازرات أكبر من عدد السياح أنفسهم. وأطالب الحكومة بتنشيط السياحة بالدعاية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأطالب القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها "إحنا عاوزين البلد تشتغل لأن حالنا واقف ومش لاقيين نصرف على نفسنا ولا بيوتنا وأسرنا، كما نطالب هيئة الآثار بالرأفة بأحوالنا ورفع ديون الإيجارات عن البازارات. أحمد جابر: العمالة فى البازارات قلت للنص أو أقل من النص كمان قابلنا بعدها أحمد جابر- 32 عاما صاحب بزار سياحي- ويبدأ كلامه معنا بابتسامة تكسر ركود ملامح الوجه، وكأن حركة البيع ترسم نفسها على ملامحه قائلا:"إن الحركة مازالت ضعيفة حتى الآن، ولا يوجد إقبال على البازارات السياحية بشكل عام سواء هنا فى المعبد أو فى أى معابد أخرى، ولكن الوضع يختلف بالتأكيد عن مناطق شرم الشيخ والغردقة التي تشهد انتعاشًا سياحيًا. كما أن غالبية زوار المنطقة من المصريين، ولكنهم لا يفضلون زيارة البازارات والشراء منها، وبالتالي استمرار توقف حركة البيع، واستمرار الخسائر التي تطارد أصحاب المحال منذ 3 سنوات. وأشار إلى أن إجمالي المبيعات اليومية لا تتجاوز ألف جنيه على أقصى تقدير، بخلاف المبيعات التي كنا نحققها قبل الثورات، والتي كانت تتراوح في الموسم ما بين 50 و100 ألف جنيه يومياً، وكان يعمل بالمحل الواحد ما بين 10 :15 بائعا، وكل بائع لا يقل دخله اليومي عن ألف جنيه يومًيا، ولكن بسبب توقف حركة المبيعات، تم تخفيض عدد العمال إلى النصف، وربما أقل من النصف في بعض البازارات. من جانبه، قال نقيب العاملين بالبازارت السياحية أن الحدث التاريخي لم يستغل بشكل فعال، وأضاف عزت البس- القائم بأعمال نقيب النقابة المستقلة لأصحاب البازارات السياحية بأسوان- نحن نطالب الحكومة بإسقاط ديون إيجارات المحلات عن الثلاث سنوات الماضية منذ قيام ثورة يناير. كما نطالب بإعفائهم سنة من رسوم فواتير الكهرباء، بجانب توفيق أوضاعهم ، بحيث يتدرج الإيجار حسب موقع البازارمن المعبد، ونتمنى فى السنوات القادمة استغلال الحدث التاريخي بشكل أكثر فاعلية حتي يحقق الدعاية المطلوبة.