تحولت الجلسة الإجرائية الأولى لمحاكمة محمد ومرسي و14 من عناصر جماعة الإخوان المسلمين ، إلى ما يشبه "المجالس العرفية" أو "قاعدة عرب"، خاصة بعد إصرار "المعزول" على استفزاز المستشار أحمد صبري يوسف قاضي المحاكمة. وكان من المفترض أن تبدأ الجلسة في تمام العاشرة صباحا، لكنها تأخرت قرابة نصف الساعة؛ بعدما رفض "مرسي" أن يرتدي زي الحبس الاحتياطي "البدلة البيضاء"، وعندما بدأت الجلسة بالنداء على أسماء المتهمين الحاضرين، قال المعزول للقاضي "متسألنيش ..انا رئيسك"!، ورفض الرد على القاضي . وبعد دقائق معدودة قاد "العريان والبلتاجي" الهتافات داخل قاعة المحكمة، ورددوا "يسقط حكم العسكر"، و"بااااطل"، فتحمس مرسي وهتف معهم؛ مما أدى إلى رفع الجلسة لعدم التمكن من إثبات الحضور من المتهمين وهيئة الدفاع والمدعين بالحق المدني. وبعد عودة الهدوء إلى المحكمة ودخول القاضي مرة أخرى، رفع "مرسي" ورفاقه علامة "رابعة"، وتسبب في حالة من الفوضى مرة أخرى داخل قاعة المحكمة، خاصة بعدما أمر "المعزول" المستشار أحمد صبري بألا يشارك فيما وصفه ب"الانقلاب العسكري"، وأن يظل القضاة بمنأى عن الصراعات السياسية التي تدور في البلد. وبمجرد دخوله للقاعة، نظر مرسي لعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة؛ قائلًا "أريدكم أن تبلغوا إخوانى منى السلام؛ لأننى من الممكن أن يطول الفراق بيننا؛ وقولوا لهم إن أخيكم محمد مرسي سيظل صامدًا ولن يقبل الدنية في دينه أبدًا". والتفت إلى رفيق دربه الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ، قائلا: "لا تحزن"، وبشره بأن "الشهيدة أسماء في الجنة"، وكأنه جاء إلى المحاكمة ليعزي صديقا ويوصي الآخر. واستمرارا ل"الغيبوبة" التي يقنع مرسي شعبه بها، أصدر «المعزول» قرارا من داخل قفص الاتهام بإقالة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، بتهمة اشتراكهما في التخطيط للانقلاب العسكري، حسب زعمه. وأدى "مرسي" صلاة الظهر إماما بالمتهمين داخل القفص أثناء استراحة رفع الجلسة، ولذلك تعثر استئناف محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وتم رفع الجلسة مرة أخرى لعدم استكمال الإجراءات القانونية؛ نظرا لما أحدثه المتهمون من فوضى داخل قاعة المحاكمة بأكاديمية الشرطة، وأصدر القاضي قرارا بتأجيل الجلسة إلى يوم 8 يناير المقبل للاطلاع.