تأتي زيارة "جون كيري"، وزير الخارجية الأمريكي ، إلى الشرق الأوسط وسط استياء متصاعد بين حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة، وتبدو من وجهة نظر الخبراء الصينيين زيارة للسيطرة على الأضرار والخسائر الناجمة عن السياسة الخارجية الأمريكية المتعرجة إزاء أحداث المنطقة. ووفق تحليل نشرته وكالة "شينخوا" فإن إدراج مصر على جدول الزيارة في آخر لحظة يشير إلى أهمية المحروسة بالنسبة للولايات المتحدة، واعترافها بالحكم الجديد بعد أحداث 30 يونيو، وكذا رغبتها في رأب الخلافات وإصلاح العلاقات مع حليفها التقليدي في وقت حساس لكلا البلدين. وأشار الخبراء إلي أن زيارة كيري تهدف إلي "كسر الضبابية"، فبعد أربعة أشهر من تأرجح الولاياتالمتحدة في مواقفها تجاه الحكومة المصرية المؤقتة عقب سقوط الرئيس المعزول "محمد مرسي"، يعد قرار "كيري" في اللحظة الأخيرة لزيارة مصر كأول محطة في جولته بالشرق الأوسط، "نقطة تحول حاسمة ورسمية" في الموافقة الأمريكية على المرحلة الانتقالية الجديدة في مصر. ورأي "وو بينغ بينغ"، خبير شئون الشرق الأوسط بجامعة بكين، قرار "كيري" لقاء المسئولين المصريين في إطار جولته الرسمية، بأنه يعبر عن تحول في موقف الولاياتالمتحدة، ويؤكد اعترافها بالتطورات الواقعية الجديدة، ودعمها للمرحلة الجديدة من التجربة الديمقراطية المصرية المتعثرة. وتوقع "تيان ون لين"، الباحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، أن يتطرق الجانبان خلال اللقاء إلى الوضع الداخلي والحث على دمج كافة التيارات السياسية في هيكل الحكم الحالي، لأن ذلك يصب في صالح خارطة الطريق الديمقراطية، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تتخوف من أن يؤدي إقصاء الإخوان تماما من المشهد، إلي تحولهم لجماعة أكثر عنفا وتطرفا. وعلى الجانب الآخر، تأتي الزيارة في توقيت حساس أيضا بالنسبة للولايات المتحدة، التي يتراجع نفوذها في الشئون الدولية بشكل ملحوظ، وسط أزمات مالية متعاقبة لعل آخرها توقف أنشطة الحكومة الفدرالية بشكل جزئي، ومشكلة سقف الدين التي لم تقفل. ويكتسب التوقيت حساسيته أيضا وسط فضيحة التجسس الأمريكية الواسعة عالميا، واستياء السعودية حليفها القديم في المنطقة تجاه موقفها الضعيف في أزمة سورياوإيران. وقال "تيان" إن زيارة "كيري" ستكون صعبة، وتحمل ثلاثة أمور رئيسية، أولها توضيح موقف الولاياتالمتحدة للسعودية تجاه إيران لرأب الخلافات بينهما، والتشاور مع حلفائها حول أزمة سوريا وطرح خطوة أو اقتراحا قبل مؤتمر جنيف الثاني، وإنقاذ مسيرة السلام الفلسطينية- الإسرائيلية التي تشهد تراجعا جراء الاستيطان. واقترح "وو" أنه يجب على كيري توسيع الجهود الأمريكية لدعم حلفائها التقليديين مثل مصر والسعودية، والتركيز على إيجاد خطوة إيجابية وتشاوريه في الشئون الساخنة مثل قضية إيران النووية وأزمة سوريا.