يناقش نادي إسكندرية للكتاب، في حلقته التاسعة والأربعون، كتاب «تاريخ ضائع- التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه»، تأليف الدبلوماسي الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، مايكل هاميلتون مورجان، مؤسس ورئيس منظمة أُسس جديدة للسلام، في الخامسة والنصف مساء الأحد الموافق 10 نوفمبر الجاري. لا يتناول الكتاب الإسلام كدين، ولكنه يركز على العلماء والفنانين في الحضارة الإسلامية، الذين قادوا التنوير الذي اتخذته الحضارة الأوروبية طريقًا واهتدت به. وعن تأثير هذا الكتاب في الأوساط الأمريكية والأوروبية، قال المؤلف "تباينت ردود الأفعال، فكان رد الفعل إيجابيًا جدًا، وكانوا يودون معرفة المزيد. وأشار الكاتب في صفحات مؤلفه، إلى ما دفعه لتأليف «تاريخ ضائع»، وهو أن الغرب نسى أن للإسلام حضارة عريقة استمرت أكثر من 1400 عام، مؤكدًا أن حادث 11 سبتمبر 2001 ساهم في انتشار معلومات مغلوطة عن الإسلام، تجاهلت ما كان للمسلمين من إسهامات في بناء الحضارة الإنسانية. يتكون الكتاب من 8 فصول، منها "أبناء روما، ومدن العباقرة المفقودة"، وهذا الفصل يتحدث عن بغداد في العصر الحالي مقارنةً بمكانتها في السابق. وأيضًا فصول "أشكال النجوم، والمخترعون والعلماء، والمعالجون والمستشفيات، والقيادة المستنيرة"، التي يندد خلالها المؤلف بدور الغرب في إساءة فهم تاريخ العرب وقمعه، وأحيانًا إعادة كتابته بشكل مغاير. وأكد أن مساهمة العرب للمعرفة الحديثة لا يمكن عدها أو حصرها، وقدم في كتابه العلماء والمفكرين الكبار، أمثال «ابن الهيثم وابن سينا والطوسي والخوارزمي وعمر الخيام»، وهم المفكرون الذين مهدوا الطريق لعلماء الغرب أمثال، «نيوتن وكوربرنيكس واينيشتاين» وآخرون كثيرون، ويثبت «مورجان» للغرب كيف كان النبي محمد صلي الله عليه وسلم، والحكام المسلمين من بعده، يدعون إلى التسامح الديني، والبحث عن العلم (ولو في الصين). وقال إن التاريخ الإسلامي اكتمل فكريًا أكثر من تاريخ أوروبا المسيحي في نفس الفترة، وفيه ازدهر وعمل معًا (المسيحيون واليهود والهندوس والبوذيون)، كما يركز الكتاب، ليس فقط على المفكرين الإسلاميين في الفترة التي وصفت بأنها العصر الذهبي للإسلام، والتي تتركز في بلاد فارس وإسبانيا في الفترة من عام 632 إلى 1258، وانتهت بسقوط بغداد، ولكن على (العصور الذهبية العديدة) للفكر الإسلامي، التي تألقت أيضًا في وسط آسيا وتركيا العثمانية والهند المنغولية، واستمرت حتى القرن الثامن عشر. كما نقل الكاتب الآيات التي تتحدث عن العلم وأهميته، وقدم خطبة الوداع التي ألقاها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، وركز فيها على رؤيته وأفكاره التقدمية التي تدعو إلى المساواة بين الجنسيات، وهي نفس تلك الوصايا التي يعمل الإنسان على تطبيقها على مدى ألف عام. وقدم النادي لندوته المنتظرة، قائلًا: «هذه المرة موعدنا مع إجابات عن أسئلة تلح كثيرًا في أذهان الكثير من المسلمين، ومن يهمهم أمر هذا الدين في الوقت الحاضر، وهي: لماذا مع كل هذا التاريخ العريق للحضارة الإسلامية الزاهرة، في عصورها المتتالية، تأخر ارتقاء وظهور المسلمين؟ وتأخر دخولهم عصر "الحضارة الصناعية" بدلًا من "أوروبا" التي كانت حتى بدايات القرون الحديثة ما زالت ترزح في عصور "الظلامية" و"الانغلاق"؟! موعدنا مع كتاب "تاريخ ضائع" للكاتب مايكل هاملتون». وعن المؤلف مايكل هاميلتون مورجان، الدبلوماسي الأمريكي السابق، ومؤسس ورئيس مؤسسة أسس جديدة للسلام، عمل لفترة طويلة في الدبلوماسية الأمريكية قبل أن يتقاعد، ويتوجه للعمل في مجال الأدب والكتابة، وسبق له كتابة العديد من المؤلفات الروائية والتاريخية.