تناولت الصحف اللبنانية اليوم، باهتمام الخلاف الدائر بين لبنان والكيان الإسرائيلي على حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة للجانبين، وتحديدا ما يتعلق بالمنطقة المتنازع عليها، التي باتت تعرف بمنطقة «البلوك 9» والمعروفة بالمنطقة النفطية، بادعاء إسرائيل أنها تابعة لها. ومن جانبها قالت صحيفة الأخبار"رفضت إسرائيل اقتراح تسوية تقدمت به الإدارة الأمريكية لحل «الخلاف» بين الدولة العبرية ولبنان، على حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة للجانبين، وتحديداً ما يتعلق بالمنطقة المتنازع عليها، التي باتت تعرف بمنطقة «البلوك 9»، بادعاء إسرائيل أنها تابعة لها. وأضافت الصحيفة أن "هذا الأمر يكشف أن إسرائيل تتبع استراتيجية التعطيل حيال هذه المنطقة، وإن لم تستفد منها فلن تكون محل استفادة لأي من الطرفين". فيما أفادت صحيفة السفير اللبنانية تعليقاً على ما أوردته صحيفة «جلوبس» الإسرائيلية حول رفض "إسرائيل" لحل وسط أمريكي للنزاع البحري مع لبنان، قالت مصادر رسمية لبنانية ل«السفير» إنها تبلغت من الجانب الأمريكي أن ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية ليس صحيحا. وبحسب صحيفة «جلوبوس» الاقتصادية العبرية، التي كشفت عن الرفض الإسرائيلي للمقترح الأمريكي أمس، «سيؤثر الرفض سلباً على هذه المنطقة، ويمنع لبنان من استغلالها»، وأشارت الصحيفة إلى أنها أجرت اتصالاً مع جهات معنية في وزارة الخارجية في تل أبيب، لاستيضاح حقيقة ما تملكه من معطيات، «إلا أن هذه الجهات رفضت الرد، وأكدت أنه ممنوع عليها التعليق على هذه المسألة لشدة حساسيتها». وأضافت الصحيفة أن «مساحة المنطقة موضوع النزاع، تصل إلى 850 كليومتراً مربعاً، ويقدّر أن تحتوي على كميات واعدة من النفط والغاز، قد تساوي الكميات المقدرة لحقل تمار الإسرائيلي الذي تملك شركة «ألون» الإسرائيلية حق التنقيب عن النفط والغاز فيه». وأشارت إلى أن «لبنان الذي يرفض الآن ترسيم الحدود البحرية حسب التحديد الإسرائيلي، كان قد وقّع مع قبرص اتفاقاً في 2010، يتوافق تماماً مع وجهة النظر الإسرائيلية، رغم أن البرلمان اللبناني لم يصدقه». وكشف الإعلام العبري في الأيام الأخيرة عن جهد إسرائيلي انصبّ في الأشهر الأخيرة على الخطط العملية لنقل الغاز إلى السوق الأوروبية، متجاوزاً مراحل الاكتشاف والتنقيب عن الغاز الذي «بات شبه منجز»، مع إصرار لافت على جعل الأوروبيين عنصر أساسي في المصلحة الإسرائيلية باستخراج غازها وتسييله وتسويقه ونقله، وتحديداً من البوابة القبرصية. كما نقل موقع cyprusgasnews القبرصي المتخصص بالشؤون الاقتصادية، عن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، في مطلع الشهر الحالي، وفي أعقاب زيارة بايدن نيقوسيا، وجود تفاهم أمريكي مع الجانب القبرصي، على ضرورة أن يكون للجزيرة القبرصية دور مركزي في تسويق ثروة الحوض الشرقي للمتوسط، وهو ما يتساوق تماماً مع المساعي الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، يشير الرئيس القبرصي إلى أن «الأمريكيين يقرون بأن لقبرص دوراً أوسع وأكثر فاعلية في خلق تحالف كبير للاستفادة من الثروات الطبيعية في المنطقة».