نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن السفيرين الأمريكي والروسي في لبنان قولهما لشخصيات لبنانية، إن موسكو وواشنطن تسعيان لمنع نشوب معركة القلمون، وذلك لما قد ينجم عنها من تداعيات على مؤتمر جنيف 2 وارتداداتها على الوضع الأمني في لبنان. كما ينظر الكثير من الدبلوماسيين والسياسيين المهتمين بالشأن السوري إلى معركة جبال القلمون التي كثر الحديث عنها خلال الأشهر الماضية على أنها مؤشر لاتجاه الحل السلمي للأزمة السورية، وأنها مفتاح انعقاد مؤتمر «جنيف2» الذي يسعى الأمريكيون والروس لحشد التأييد له وسط معلومات عن تباين بين الحليفين، الروسي والنظام السوري حول المعركة بسبب تأثيرها المحتمل على حظوظ انعقاد المؤتمر. وجبال القلمون تقع عند الخط الفاصل بين لبنانوسوريا، وهي السفح الشرقي لسلسة جبال لبنانالشرقية الحدودية مع سوريا، وتقع غرب دمشق، وتصل ريف العاصمة بمدينة حمص عبر الأوتوستراد الدولي الذي يربط العاصمة بوسطها. وتسيطر قوات المعارضة على مساحة واسعة من المنطقة، أهمها يبرود والزبداني وقارة وفليطا والمشيرفة وراس العين والمعرة وعسال الورد، كما تسيطر على مزارع رنكوس وأجزاء من ريف النبك، وأهم الفصائل المعارضة فيه هي ألوية «جيش الإسلام»، و«أسود السنة في القلمون»، و«جبهة النصرة»، و«ألوية الصحابة في رنكوس». ويقول دبلوماسي غربي في بيروت إن حصول معركة القلمون معناه عدم انعقاد المؤتمر، وهو ما يدركه الروس والأمريكيون ويسعون لمنعه،وبالفعل فقد صارح السفير الأمريكي الجديد في بيروت ديفيد هيل شخصيات لبنانية التقاها مؤخرا بأن مساعي تبذل لمنع نشوب هذه المعركة، قائلاً: «نحن وأصدقاؤنا الروس نعمل ما في وسعنا لمنع هذه المعركة لمخاطرها على جنيف2، بالإضافة إلى مخاطرها الشديدة على الواقع اللبناني لجهة ارتدادات هذه المعركة الأمنية والعسكرية على لبنان». أما السفير الروسي في بيروت ألسكندر زاسبكين فقد تحدث بالصيغة نفسها أمام سياسيين آخرين التقاهم الأسبوع الماضي، وإن كان كلامه اختلف عن الكلام الأمريكي لجهة عدم تكلمه نيابة عن الأمريكيين كما فعل هيل، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لمنع حصول المعركة.