أكد خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الهرم الأكبر أنشىء كمرصد فلكى قبل عصر الملك خوفو، حيث تشير دراسات العالم البريطانى "ريتشارد بروكتور" عام 1880 إلى أن الهرم الأكبر أنشئ على مرحلتين، الأولى كمرصد للفلك والتنجيم، وأن قاعدة الرصد كانت الممر الصاعد أو البهو العظيم الذى يتجه نحو شروق نجم الشعرى اليمانية، وهو النجم الذى حدد به قدماء المصريين التقويم الشمسى والسنة الشمسية للعالم أجمع. وأوضح ريحان أن تاريخ إنشاء المرصد 5200 – 5600 ق.م يتفق مصادفة مع التاريخ الذى حدده مرصد كهنة الشمس، وبدأ فى عصر الملك تحوت، ثانى ملوك الأسرة الأولى وابن الملك مينا، وأطلق على نفسه ذلك الإسم تيمناً بالمعبود تحوت الذى وهبه سر المعرفة المقدسة. وأضاف أن الهرم الأكبر فى تلك المرحلة كان يرتفع عن سطح الأرض بمنسوب المدماك الخمسين من درجاته بوضعه الحالى بارتفاع 43م حتى ينتهى الممر الصاعد والجاليرى الكبير، وكان سطحه بمنسوب أرضية غرفة الملك الحالية، وذلك طبقا لما جاء فى كتاب الدكتور سيد كريم "لغز الحضارة المصرية". وأوضح ريحان أن قاعدة الهرم كمرصد فلكى ليست مربعة تماما، كما أن أسطحها المثلثة ليست مسطحة بل يتكون كل منها من مثلثين متقابلين، مما يعنى أن الهرم مكون من ثمانية أضلاع، وكان الهرم أو المرصد بأكمله يمثل مزولة كونية ضخمة، واجهاته مجموعة من الرموز والخطوط البيانية، كما كسيت أرضية الواجهة الشمالية بتبليطات من الحجر الأملس كانت تستغل للتقويم بتحرك ظلال الهرم عليها طوال الوقت، والتى وجد أن عرضها يتفق مع ارتفاع المبنى حين استعماله مرصدا فلكيا، وقبل أن يتحول إلى صرح هرمى بعد أن أدى مهمته فى جمع أسرار المعرفة وعلوم الحياة بداخله وتسجيل تاريخ العالم من بداية الخلق إلى البعث عن طريق علم الفلك ورسائل القبة السماوية.