* أسباب التراجع عن حرب غزة: عزلة إسرائيل دوليا وعدم كفاءة القبة الحديدية في صد الصواريخ والخوف من تدهور العلاقات مع مصر * نتنياهو خلال لقائه مع الحكومة المصغرة: إسرائيل تفتقر إلى المشروعية في شن عملية واسعة ضد قطاع غزة كتبت- نفيسة الصباغ: طالب موشي آرينز في مقال نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الدولة العبرية بال“تكيف” مع الشرق الأوسط المتغير، موضحا أن الاتفاقيات مع الديكتاتوريات لا تبقى إلى الأبد، بل تظل باقية طالما بقيت الأنظمة الديكتاتورية. وأكد موشي في مقاله أنه سواء رضيت إسرائيل أم لا، فالحقائق تتغير، والوضع في سيناء المصرية اختلف و“الإرهابيين” يدخلون عبرها إلى إسرائيل، كما أن الحكومة والمجلس العسكري الذين جاءا بعد ديكتاتورية مبارك ، غير قادرين أو غير راغبين في ضمان السلام على الحدود المصرية الإسرائيلية، وقد يكون هنا عمليات “إرهابية” أخرى عبر الحدود تخرج من سيناء. ومرت 34 سنة منذ اتفاقية السلام التي وقعها السادات ومناحم بيجن، ورغم أن البعض قد لا يحب تذكر ذلك، فقد كان السادات ديكتاتورا، واستمرت اتفاقية السلام بعد اغتياله حين حل مبارك محله، ومن غير الواضح الآن ما إذا كانت ستستمر بعد سقوط مبارك أم لا. وأضافت الصحيفة أنه حين كانت الديكتاتورية هي الملمح المميز للشرق الأوسط، كان على إسرائيل التوصل إلى سلام مع الديكتاتوريات العربية التي كانت قادرة على فرض إرادتها على الشعوب، كان من الممكن الاعتماد عليهم لدى توقيع اتفاق سلام. واقتربت إسرائيل عدة مرات من التوصل لاتفاق سلام مع ديكتاتور سوريا حافظ الأسد مقابل هضبة الجولان. ونوه الكاتب إلى أنه لا يوجد لدى إسرائيل خيارات سوى الاستعداد لاستمرار الوضع غير السعيد، والأمل في أن يلتزم من سيحكم مصر لاحقا بالسلام مع إسرائيل، ويؤمن بأن وضع حد للفوضى في سيناء هو مصلحة مشتركة للدولتين. والأهم من ذلك هو أن على إسرائيل إدراك أن الحقائق على الأرض تغيرت من حولنا، وهناك المزيد من التغييرات قادمة، وعلينا الانتباه والانتظار لنرى كيف ستتطور الأمور، وأن ننحي جانبا “السلام الآن” و“إنهاء الاحتلال” وفك خيام المطالبين بالعدالة الاجتماعة. وكشفت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو أبلغ حكومته خلال اجتماع استمر أربعة ساعات لمناقشة الرد الإسرائيلي على الصواريخ من قطاع غزة وبعد عملية إيلات، إن هناك محاذير وعزلة دولية وأزمة دبلوماسية مع مصر وقصور في القبة الحديدية من شأنها أن تحجب أي مشروعية عن الهجوم الموسع على غزة. وصوت المجلس الوزاري المصغر أمس الإثنين على التراجع عن حملة واشعة ضد قطاع غزة، والتفاعل بشكل غير مباشر مع الهدنة التي أعلنتها حركة حماس، على الرغم من سقوط صواريخ جنوب إسرائيل بعد الموعد المفترض للهدنة. اجتمع نتنياهو بوزرائه في الساعة الحادية عشر صباحا واستمر حتى الثالثة بعد الظهر وخلال الاجتماع أوضح نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك الأسباب التي ينبغي بناء عليها عدم شن عمليات واسعة في غزة ومن بينها العزلة الدولية التي تعانيها إسرائيل حاليا بالإضافة إلى حقيقة أن نظام القبة الحديدية لا يوفر إلا قدرة جزئية على صد الصواريخ، وسط خوف من أن تتسبب تلك العملية في زيادة تدهور العلاقات مع مصر.