قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، إن تدهور العلاقات الأمريكية السعودية بدأ منذ عامين، وكأنه حطام سيارة بطيئة الحركة، مضيفة: لا الرياض ولا واشنطن فعلوا شيئا حاسما لتفادي ذلك الانهيار. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمور أصبحت دراماتيكية يوم الجمعة الماضي، بعد أن رفضت السعودية قبول مقعدها في مجلس الأمن، بينما وصف الأمير "بندر بن سلطان" رئيس المخابرات السعودية أن هذه الرسالة موجهة لأمريكا وليس الأممالمتحدة، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، كما أعرب الأمير "تركي الفيصل" الرئيس السابق للاستخبارات السعودية عن خيبة أمل كبيرة نتيجة تعامل الحكومة الأمريكية مع القضية السورية والفلسطينية، على حد زعمه. ولفتت إلى إن نفوذ واشنطن تمزق بعد سقوط الرئيس المصري "حسني مبارك" ودعم "أوباما" لجماعة الإخوان المسلمين، ثم معارضته للانقلاب الذي أطاح به، كما أنه متذبذب بشأن سياسته في سوريا ومشروع تفاوضه مع إيران، فهو يفعل كل ذلك دون استشارة حلفائه العرب. وفقا لمسئول عربي مطلع، أعرب العاهل السعودي عن استيائه من السياسة الأمريكية في مأدبة غداء في الرياض، يوم الاثنين الماضي مع ملك الأردن وولي العهد الأمير "محمد بن زايد" من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن الولاياتالمتحدة لا يمكن الاعتماد عليها. وأضافت الصحيفة أنه في المقابل تعزز الإحباط في البيت الأبيض، حيث قيل إن الرياض حليف فظ وجاحد، وحين كان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" في المنطقة قبل بضعة أسابيع، طلب زيارة "بندر"، ولكن الأمير السعودي قال إنه في طريقه للخروج من المملكة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه على مدى العامين الماضيين، لم تكف الرسائل الخاصة التي نقلها "توم دونيلون"مستشار الأمن القومي الأمريكي للملك "عبد الله"، فتلك الاجتماعات لم تكن شفاء للجروح، كما أن "سوزان رايس" خليفة " دونيلون" لم تلعب دور يسد الفجوة.