أوضح الموقع الإخباري الفرنسي "أجورا فوكس" أن الولاياتالمتحدة هي المسئولة عن ازدياد الفوضى داخل البلدان العربية؛ لتصبح لها اليد العليا بالتدخل في شئون البلاد وقتما تشاء. ونقل الموقع عن صحيفة "كورير ديلا سيرا" الإيطالية بأن الولاياتالمتحدة نقلت أكثر من 200 سفينة حربية من القاعدة العسكرية الأمريكية في إسبانيا إلى قاعدتها في جزيرة سيشل؛ حتى تتمكن من القبض على الجهادي أبو أنس الليبي أحد القيادات التابعة لتنظيم القاعدة. وبينت الصحيفة أن هذا الاختطاف من قبل القوات الأمريكية جاء من أجل تأمين البعثة الدبلوماسية الأممية في ليبيا، غير أن ذلك أثار توترات كبيرة بين طرابلسوواشنطن، فالحكومة الليبية استدعت السفيرة الأمريكية "ديبورا جونز" لتقديم توضيحات ضد هذا الاختراق الحدودي من قبل القوات الأمريكية للأراضي والأجواء الليبية. وأضافت الصحيفة الإيطالية أن هذا الاختطاف خلق اضطرابات شديدة داخل ليبيا، نتج عنها قيام الجماعات المتطرفة باختطاف رئيس الحكومة الليبي علي زيدان، مشيرة إلى أن هذا الاختطاف يأتي بعد الفوضى التي انتشرت في ليبيا، التي تشبه ما فعلته أمريكا في أفغاتستان أعقبه قيامها بقتل أسامة بن لادن. وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من أن الحكومة الليبية حاولت اتخاذ موقف حازم، إلا أن موقفها ضعيف بعد تلك الفوضى التي أعقبت تدخل حلف الناتو لإسقاط العقيد السابق معمر القذافي، مشيرة إلى أن صوت ليبيا ضاع تحت أصوات قنابل حلف الناتو خلال عام 2011. وأشارت "كوريه دلا سيرا" إلى أن أبو أنس الليبي يعيش بحرية منذ عامين في ليبيا، فمن قبل كان متهما بالتورط في اعتداءات استهدفهت السفارة الأمريكية في تنزانيا وفي كينيا، كما رصدت الحكومة الأمريكية 5 مليون دولار مقابل رأسه، غير أن أمريكا تخلت عن كل ذلك بمجرد قيام أبو أنس بالقتال إلى جانب الناتو ضد جيش القذافي. واختتم "أجورا فوكس" بالقول "تقسيم الأراضي الآن، جزء من استراتيجية الولاياتالمتحدة ضد العالم الأسلامي، فلكي تضعف الدول حتى تتدخل في شئونها تعمل على خلق تكتلات داخلية، وهذا ما حدث في العراق وليبيا، كما أن سوريا تعاني من نفس المصير، فالولاياتالمتحدة لا يهمها ارتفاع عدد القتلى أو الصراعات القبلية والطائفية الناجمة عن سياستها بنشر الفوضى، الأهم لها أن لا تصبح الأراضي تحت سيطرة الحكومة التي هي الأخرى لا تستطيع أن تمثل أي مشكلة ضد رغبات واشنطن، يضاف إلى ذلك الجماعات المسلحة التي تستخدمها الولاياتالمتحدة لتحقيق مصالحها".