توصلت الأبحاث الطبية الحديثة إلى أن الكركم الذى يدخل فى مكونات الكارى وخليط المستردة لإعطائه اللون الأصفر يساعد بصورة ملحوظة فى الوقاية من زيادة فرص الإصابة بمرض الذئبة والسرطان والسكر، فضلاً عن الاكتئاب. كما أجريت دراسات طبية سابقة على الحيوانات توصلت إلى فاعلية هذه التوابل فى الوقاية من عدد من الأمراض، مثل الالتهابات المؤدية إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الأعصاب والاكتئاب والسكر والسمنة وتصلب الشرايين. وأشارت الدراسة إلى ارتباط مرض ألزهايمر بتكون بروتين في الدماغ يطلق عليه "أميلويد" يتسبب في إتلاف الموصلات العصبية، واتضح أن مادة الكركمين لا تحل البروتين، وإنما تسرع تكوُّن ألياف عصبية. وتوصل العديد من الأبحاث والدراسات السابقة إلى عدد من الحقائق والفوائد الخاصة بالكركم والتى من أهمها: أن الكركم مضاد للاكتئاب، حيث يقوم برفع مستوى مركّب "السيراتونين" في الدماغ، وهو ينظّم المزاج والنوم والذاكرة والتعلّم، ويحارب الكركم الاكتئاب عن طريق رفع مستوى "الدوبامين" (Dopamine) في الدماغ. و"الدوبامين" هو المسئول، بشكل أساسي، عن الردود العاطفية والعمليات الفكرية. لكن لوحظ هذا التأثير فقط عندما تمّت زيادة كمّية الكركم المستهلكة؛ لتصبح كمية كبيرة نسبيًّا؛ لهذا سيلعب الكركم دورًا هامًّا في صناعة العقاقير المُضادة للاكتئاب. كما أنه مضاد للسرطان، حيث كشفت دراسة أن الاستهلاك اليومي للكركم، لمدة 9 أشهر، يساهم في تراجع الأورام السرطانيّة في الفم، وبالتالى فإن استهلاك الكركم مفيد جدًّا للمدخنين. وفي دراسة أخرى أعاق استهلاك الكركم تطوّر الأورام السرطانية في معدة وقولون الفئران. وبينت الدراسات أن الكركم يلعب دورًا في حماية الجسم من سرطان الثدي والبروستات والأورام السرطانية التي لها علاقة باستهلاك المبيدات الحشرية من خلال الغذاء، إضافة إلى ذلك يبدو أن للكركم قدرة علاجية فيما يتعلق بالأمراض السرطانية، فهو يقلّل من حجم الأورام السرطانيّة ويقتلها. وفي تجربة على الفئران أدّى استهلاك الكركم إلى انخفاض في حجم الأورام السرطانية بمقدار 70%. وكشفت دراسات أخرى أن استهلاك الكركم أدّى إلى استهلاك الخلايا السرطانية بعضها بعضًا؛ مما جعل الباحثين يدرسون محور تطوير عقاقير الأمراض السرطانية. من جهة أخرى يحمي استهلاك الكركم بشكل خاص من الإصابة بسرطان الدم واللوكيميا، خاصة لدى الأطفال، ويحمي الكبد من مرض الكبد الدهني ومن مرض تليّف الكبد، إذ يحمي خلايا الكبد من الزيادة في إنتاج مادة "الكولاجين" التي تسبّب التليّف والتلف. وكشفت الدراسات أنّ الكركم يقلّل من تركيز مستوى الكولسترول السيئ ومركّب الدهنيات الثلاثية في الدم، إضافة إلى أنه يمنع أكسدة الكوليسترول السيئ وترسّبه على جدران الشرايين. وفي دراسة تمّ نشرها في المجلّة العلمية تمّ استهلاك 500 جرام من الكركم يوميًّا على مدى أسبوع، وأدى ذلك إلى انخفاض في مستوى الكوليسترول الكليّ بمعدل 11.6%، بينما ارتفع مستوى الكوليسترول الحميد (HDL) بمعدّل 29%. كما يمنع الكركم تخثّر الدم، وهو ما يقلّل من خطر الإصابة بالجلطات القلبية. ولكن يتعارض استهلاك كمّيات كبيرة من الكركم مع الأشخاص الذين يتناولون عقاقير تزيد من احتمالات النزيف، مثل الإسبرين والكومادين والبلافيكس.