أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن دمشق مستعدة للمشاركة في مؤتمر "جنيف-2″ في أي وقت، مشددًا على أن "كل يوم هو مناسب لمؤتمر جنيف.. فسوريا جاهزة دائمًا منذ أن طرح الموضوع ووافقنا عليه، ولكن الكرة في الملعب الأمريكي والدول التابعة لأمريكا في منطقتنا". وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "تشرين" بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر1973: إنه لا توجد لدى دمشق شروط للمشاركة في المؤتمر، "سوى عدم التفاوض مع الإرهابيين وإلقاء السلاح وعدم الدعوة إلى التدخل الأجنبي.. الشرط الأساسي أن يكون الحل سوريًّا وأن يكون الحوار سياسيًّا.. أما إذا كان الحوار هو حوار بالسلاح فلماذا نذهب إلى جنيف". وحول تحديد موعد عقد المؤتمر أضاف الرئيس السوري أن "المواعيد التي طرحت سابقًا (لعقد جنيف-2) مواعيد افتراضية وغالبًا طرحت من قِبَل الإعلام، يعني عمليًّا لا يوجد طرح محدد من قِبَل أي دولة". وأشار الى أن السبب الأول لعدم تحديد موعد للمؤتمر هو أن واشنطن "لم تتمكن من تحقيق انتصارات كبرى على الأرض في سوريا.. كانت تعتقد بأنها ضرورية للوصول إلى جنيف -2 وبالتالي تقديم تنازلات من قِبَل الدولة للمجموعات التابعة لأمريكا وللغرب وللسعودية ولتركيا". وتابع: إن "السبب الثاني لأنهم (الإدارة الأمريكية) لم يتمكنوا من إيجاد ما يسمونه المعارضة الموحدة.. والتي كانت تنتقل من تفكك إلى تفكك أكبر والمزيد من الانفراط"، مضيفًا أن "السبب الثالث لأنهم لم يتمكنوا من خلق قاعدة شعبية لهذه المجموعات على الأرض"، مشددًا على أن "سلاح التدمير الشامل الحقيقي المستخدم الآن ضدنا.. والذي علينا أن نفكر بردع تجاهه.. هو سلاح التطرف الذي دخل إلى البلد ويدمرها". وتعليقًا على حرب أكتوبر قال الأسد: "إن أهمّ شيء في حرب أكتوبر هو انتصار الإرادة، وأيضًا انتصار العقل العربي، عندما تمكّن هذا العقل من معرفة أين تكمن مصلحته الحقيقية، هذا العقل الجماعي لكل المجتمع العربي أو للدول العربية تمكّن من تحويل هذه الرؤيا إلى تنفيذ أو تطبيق عملي أدى إلى انتصارات حرب اكنوبر". وأضاف الأسد: "عندما نتحدث اليوم عن حرب تخوضها سوريا ذلك لا يعني أن الحرب يخوضها فقط العسكري، وإنما يخوضها كل مواطن سوري كل من موقعه… وهذا ما تقومون أنتم به كإعلاميين لكي تتمكنوا من التعبير عن جوهر حرب أكتوبر المتمثل بصمود الشعب وبسالة وقوة الجيش وإرادة الانتصار"، موضحًا: "أوّل انتصار وأكبر انتصار اليوم هو أن نقضي على الإرهابيين والإرهاب والفكر الإرهابي، وبالتالي أن نقضي بالمحصلة على المخطّط الذي وضعته بعض دول الخارج وساهمت فيه دول أخرى في منطقتنا من أجل تدمير سوريا". وحول ما طرأ من تغيّرات في المشهد السوري العام داخليًّا وخارجيًّا منذ حرب أكتوبر قال الأسد: "أشياء كثيرة تغيّرت خلال الأربعين عامًا الماضية، مع تغيّر الأجيال وتغيّر الظروف طبعًا، لكن لو أردنا أن نُجرى مقارنة سريعة ومختصرة بين تلك المرحلة وهذه المرحلة، بين أجيال ذلك الزمن وما يعيشه أجيال الوقت الراهن نستطيع القول: إنه منذ أربعين عامًا كانت الدول العربية موحّدة بكل قطاعاتها وجوانبها، إعلاميًّا، ثقافيًّا، عقائديًّا، معنويًّا، سياسيًّا، وعسكريًّا في وجه عدوّ واحد هو العدو الصهيوني، اليوم نرى أن الدول العربية موحّدة لكن ضد سوريا. وأضاف: "أي نحن نتحدث عن شيئين متناقضين تمامًا، في ذلك الوقت كان الجيشان السوري والمصري يخوضان معركة واحدة ضد عدوّ واحد هو العدو الإسرائيلي.اليوم للمصادفة في هذه الأسابيع الأخيرة، الجيشان يخوضان أيضًا معركة ضد عدوّ واحد ولكن لم يعد العدو هذه المرة هو العدو الإسرائيلي، بل أصبح العدوّ الذي يقاتل الجيش السوري والجيش المصري هو عربي ومسلم". وأكد "منذ أربعين عامًا كانت ممارسة الخيانة والعمالة مستترة، ولكن اليوم أصبحت ظاهرة ومعلنة وأصبحت خيارًا، خيارًا للأشخاص، خيارًا للحكومات، خيارًا للمسئولين العرب، يختار أن يكون عميلًا أو لا يكون. لا تُناقَش من منطلق المحرمات.. فهي لم تعد من المحرمات".