كتب المحامي وأستاذ القانون الأمريكي "فرانكلن لامب" لموقع "فيترانس توداي" البحثي، حول انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، قائلا:" في دمشق ومناطق أخرى كثيرة من سوريا، يحتفل السوريون بإنجازات حرب السادس من أكتوبر 1973، وحرب ال19 يوميا التي شنتها الجيوش المصرية والسورية، لاستعادة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967″. وأضاف :" تفتخر سوريا بأن 6000 من جنودها استشهدوا خلال المعركة، فمن المقرر إقامة العديد من الاحتفالات والحفلات الموسيقية والمسيرات ووضع أكاليل الزهور وعرض الأفلام والمسرحيات، بالإضافة إلى ظهور العديد من المسئولين على قمة جبل القيسون في دمشق، فقد تم بذل الكثير من التضحيات خلال هذا اليوم، أما في مصر، فعيد يوم السادس من أكتوبر هو يوم الجيش العظيم ودور المصريين في الحرب". وأشار إلى أنه كسر الشعبان السوري والمصري إحساس إسرائيل التي لا تقهر بعد عدوان 1967، فقد كانت سجلات المعركة مختلطة كما أوضح التاريخ، ولكن التأثيرات السياسية والعسكرية لا يمكن أن تمحى، حيث يحمل القادة الصهاينة ثنائية الاستقطاب، والعديد من المحللين المؤيدين للصهاينة ومؤسسات الفكر والرأي تعقد ندوات حول هذا الموضوع على أرض فلسطينالمحتلة وكذلك في الولاياتالمتحدة، ولا يزال صرير أسنان بعض الحضور مسموع بسبب ما حدث من خطأ قبل أربعين عاما. وأضاف أنه بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، فإن الحرب المفاجأة التي قتل فيها نحو 3000 جندي إسرائيلي، هدد ذلك بتدمير الهيكل الثالث والقضاء على المشروع الاستعماري في القرن ال19. ولفت المحامي الأمريكي إلى أنه يوجه العديد من الإسرائيليين اللوم إلى قادتهم السياسيين في ذلك الوقت، ولا سيما رئيسة الوزراء آنذاك "جولدا مائير"، وقادة الجيش الذين شنوا الهجوم على الأراضي العربية في عام 1967، كما تحول تملق "موشيه ديان" نتيجة ما حدث في 1967 إلى قبح في أكتوبر 1973، حيث أسر العديد من الإسرائيليين وقتل أبنائهم. ويعتقد أن واحدة من الدروس المستفادة من حرب أكتوبر، والتي لا تزال قيد المناقشة هي غطرسة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، فقد كانت تلك الجملة مجرد دعاية بسيطة للاستهلاك المحلي، حيث إن المعارك في جنوب لبنان منذ 22 عاما وحرب ال33 يوما في عام 2006، دمرت تلك المقولة، وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع الدفاع عن المستعمرة الصهيونية بدون الإمدادات العسكرية الأمريكية الضخمة. وذكر "فرانكلين لامب" أنه في أعقاب حرب أكتوبر، حولت المقاطعة النفطية العربية إسرائيل إلى دولة منبوذة، فكان عدد قليل من البلدان على علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية، وفي شهر أكتوبر من كل عام، تصبح الفجيعة والصدمة عنصران رئيسيان في الروح الإسرائيلية، مما يثير الشكوك حول الإدعاءات الصهيونية لمواجهة مشروعهم في فلسطين، وحتى بين الكثير من الإسرائيليين يوجد الوعي الصحيح بأن إسرائيل هي دولة الفصل العنصري، وبذلك تشعر أنها عرضة مرة أخرى للهجوم المفاجئ، مؤكدا أن صدمة حرب أكتوبر تركت ندوبا عميقة على النفسية الوطنية للإسرائيليين حتى اليوم.